المثالية المصطنعة

سيداتي سادتي
إنه لأمر مؤسف تصنع المثالية.. فلا يمكن للمرء أن يحقق معادلة الكمال في حياته مهما حاول في ظل المثاليات.. فذلك نزعة نقص في نفسه وتقمص دور المثالية والكمال هو منطق النفاق والزيف والكذب.. إذ أن الطبيعة البشرية في ديمومة البحث عن الكمال لسد ثغرة في ذاته.. وشعوره بهذا النقص يضطره لتصنع المثالية ليصل إلى مدارج الكمال.. والكمال لله سبحانه.
فلماذا يحمل الإنسان نفسه عناء المثالية المصطنعة التي تدمر ذاته؟ ومن الصعب جدََا لفت أنظار الآخرين.. وانتظار إهتمامهم فهذا أخطر من قنبلة دمار شامل تطيح بأغلى مايملك (كرامته) وهيبته.
علينا أحبتي عدم الإنسياق وراء الرغبة الجامحة لاعتلاء عرش الكمال والمثالية الزائفة.. وسيتعثر في هذه الحياة وهذه العثرة تؤدي به إلى عبث نفسي مؤلم بسبب لهثه لسد النقص الذاتي.. قشور قابلة للإزالة.. وتكشف حقيقة هذه النفس التي طاما حلمت بزيف المثالية.. وبطريقة غير سوية تبحث عن مكملات نقصها.. لذا الوسطية أرحم وأفضل من السقوط في مستنقع المثالية الجوفاء.. خاصة ونحن في زمن نشاز بلا لون.. ولا جمال..
ولا حياة..
تحياتي من القلب