Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مخاض الكلمة والحنين

فتحية اللبودى

فتحية اللبودى

لم أتعلّم الكلمات بعد حتّى أقول ما يجب أن أقول….

سلام للكلمات التي مازالت تحيى على ذرّات الرّمال دون أن تشكو ملح الأرض لنا….

سلام للكلمات التي ضاعت بين غفوات أحلامنا وغياهب ظلامنا….

سلام للكلمات التي مازلت تُحيي بعض نقاء يشبه رمسنا القادم….

ثمّ سلام لكم في نعوشكم الأخيرة….

 

لم أحبّ شيئا يوما ولم أر عائقا دون نفسي فمازلت أرزح تحت ظلمات هذه البيوت الحجرية ومازال الغد المنير يختبئ تحت بيت شعر في البادية المجاورة…

اليوم وغدا مازلت أطبع بيديّ الأمس وواقعه الغريب، مازلت الكلمات لا تطيعني ولا تنفكّ أعصابي أيضا في عصيان أوامري ومازال الدّمع عصيّا عليّ فأدّعي أنّ عدم اهتمامي بالأشياء وببعض الأمور هو ما يوقفني دونه غير أنّي بتّ أريده ولا أقوى، أتوق إليه ولا أستطيع، أترقّبه ولا أمتلكه،… كذلك الدّمع استحال مستحيلا، لا أدري لمَ بات كذلك ولا أعرف كيف أعيده تقف عند شطر مسار الحياة حلقة قاطعة تعسّر التّنفّس، فعلا صار صعبا ما كان يوما ما ديدننا….

مازلت أحاول أنسًا بها ومازلت تنهب بعضًا منّي وأودّ أن أقف عند شطر الحرم وأقول إنّه ملكي وأصيح بكاملت عنفواني استطعت هزم الدّمع وأيقنت أنّ الكبرياء لا يكون مع الذات بل لا يكون أصلا بل هو قتل الذّات قتلا رحيما يجعلك تحملق في بؤبؤ الكذب دون أن تدري وتغوص بين براثن نفسك دون أن تدري وتقتل نفسك دون أن تدري….

 

لم أكن أدري صدقًا أنّ القوّة تقتل صاحبها ولا تؤذي الآخر في شيء لم أكن أدري أن السّيطرة على النّفس تستحيل لا سيطرة ومحاولة استنجاد بضعفك علّك تدرك ما تريد، لم أكن أدري أن صوت الرّبابة لن يصير حلاّ بعد اليوم لاستدعاء طقوس الحزن ولم أكن أدري أنّي لن أستطيع الكتابة بعد الأمس واليوم، ولم أعلم أنّ الكلمات التي تعلّمتها ستصير وقفا عليّ تقتل داخلي وتفتكّ بعض محاولاتي في الخروج عن المألوف…

لم أستطع أن أكون وفيّة ولا خارجيّة، لم أستطع أن أهزم داخلي ولا أن أقتل كبرياءً كاذبًا، لم أستطع أن أذرف الدّمع يوم رجوته بأن يأتي بكلّ ثقله حتّى أشبع منه،….

 

هل يُعقل أن تعقلنا اللاكلمات وتقتلنا دموع حُبِست فينا؟ لا أملك لذلك جوابا ولا أدري له حلاّ ولا أعرف للتميمة التي علّقت زمنًا نهاية، لا أدري أيّ عزّ كنت أظنّني فيه يوم كنت أستطيع دمعا وأيّ ذلّ صرت إليه يوم حُبِسْتُ عنه….

 

يا مليك القلوب: ارأف بي ساعة وجُدْ عليّ ببكاء كربلائي لا ينقطع حتّى أقضيَ منه حاجة لهفة إليه ولا أعلّل نفسًا بأفق بعيد، حتّى أعود أكثر أملا….

 

هل سمعت مناجاتي، أم أنّ الكلمات مازلت عصيّة كالدّمع وربّما مازلت أتعلّم بعدُ هاجسا منها وبعضا من كذب السّراب…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى