Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مذكرات الولد الشقي…الأسنان

فايل المطاعني

فايل المطاعني

أنا مش ولد مدلل، ولا خواف بس في أشياء كذا تخرّج الوحش اللي فيّ… أو بالأصح، تخلّيني أهرب زي الأرنب! وموضوعنا اليوم عن واحدة من تلك الكوارث اللي خلتني أعيد النظر في علاقتي مع أمي، والدكاترة، والحياة كلها!

حكايتنا اليوم مع  أول عملية قلع سنان كانت مصيبة بمعنى الكلمة. المشكلة مو في الألم، المشكلة إنّي أخاف من الإبرة أكثر من خوفي من الضرب بالنعال!

كانت البداية لما اشتكيت شوي من ألم في ضرسي. أمي، اللي دايم تتصرف كأنها طبيبة بدون شهادة، قالت: “بنروح الدكتور بس علشان يشوفه، ما راح يسوي شيء”… صدقّتها. يا ليتني ما صدّقت.

وصلنا العيادة، وكل شي كان يمشي طبيعي إلى أن طلع الدكتور الإبرة. يا ناس، كانت أطول من المسطرة! عيونه تلمع ويده تمسكها كأنها سيف، وأنا تجمّدت في الكرسي كأني تمثال.

قلت له: “دكتور، ممكن بس نمضغ علكة وننسى الموضوع؟”، ضحك. ضحك! هذا ليس دكتور، هذا سفّاح محترف !

صرخت، بكيت، تمسّكت بالكرسي، قلت لهم: “أنا أعيش بأسناني المكسّرة ولا أموت بالإبرة!”، بس طبعًا ما حد سمعني.

وبينما كنت أحاول أفكر في خطة هروب، كانت الإبرة داخل فمي، وأنا في حالة إنكار تام. بعدها بثواني حسّيت إن نص وجهي اختفى، والدكتور قال لي بأبتسامة باردة: “هاه، راح الوجع؟”

أكيد راح الوجع، لأن فكي صار قطعة خشب!

طلعت من العيادة وأنا أحلف ما أرجع إلا إذا كنت في غيبوبة. والدرس المستفاد؟ لا تثق في أمهات تقول: “بس نشوف الدكتور”.

وإذا شفت الإبرة… أهرب، يا بطل، أهرب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى