رِثَـاءٌ


إبراهيم القحوي
مُـذْ صِرْتَ يَـادُرَّةَ الأوْطَـانِ لِـي أَلَـمَـا
أسْتَـنْـفِـرُ المَـوتَ يُنْـهِي غُـصَّـةَ الألَـمِ
أضحَيْتَ سِــيرَةَ بُـؤسٍ لا خِــتَـامَ لـهَـا
وقِـصّـةً مِـنْ شَــقَـاءٍ حَـــيّـرَتْ كَـلِـمِـي
هــذا أنـا مَـحْـضُ أَشْـجَـانٍ مُحَـطَّـمَـةٍ
يَـقْــتَاتُـنِـي شَـغَـبُ التَّـهْـوِيـمِ وَالـنَّـدَمِ
أَلُــوذُ بـالأمَــلِ الـمَــنْــفِـيِّ مِـنْ خَـلَـدِي
وفِـي مَحَـارِيبِـكَ الجَـوْفَـا أُعِـيذُ دَمِـي
هَا كَـمْ تَلَوْتُكَ فِي شِعْرِي لُحُونَ شَجَىً
وَصُغْتُ مِنْ نَـزْفِكَ القَانِي صَدَى قَلَمِى
فَـلَـمْ تَـعُـدْ شَمْسُ بَـلْـقِـيـسٍ تُـوَحِّـدُنَـا
كَـلَّا ولا عَــرْشُـهَـا مَـهَـوىً لِـذِي هَــيَـمِ
وَلَــمْ يَـعُــدْ فِـيكَ مَـايُـرْوَى وأُتْـقِــنُــهُ
إلَّاكَ يَـاحِـكْــمَــةَ الـتّـارِيـخِ والـشَّـمَـمِ
مَـاذا جَـرَى؟ أيُّ ثَـارَاتٍ سَـتَـجْـمَـعُـنَـا؟
وأَيُّ كَــفٍّ سَــتَـبْــنِــي كُـلَّ مُـنْــهَــدِمِ؟
مَتَى نَـرَى عَـهْـدَكَ الآسِـي يَفِيضُ رُؤَىً
وفَجْـرَكَ الحُـرَّ يَجْـلُـو سُـدْفَـةَ الظُّلَـمِ؟