كيف تحقق السعادة في عالم مضطرب؟


شيخة الدريبي
السعادة ضالة يبحث عنها جميع الناس بلا استثناء، وتؤثر تأثيرا كبيرا على حياتنا وصحتنا النفسية،فكيف أكون أكثر سعادة؟ وكيف يمكننا الاحتفاظ بمشاعر السعادة طيلة الوقت وكيف نمنع الآخرين من التأثير السلبي على سعادتنا لذا على الإنسان أن يدرك أن الصحة النفسية تعتمد بشكل مباشر على إدارة المشاعر وعدم المبالغة بالشعور بالسعادة، إذ لا توجد سعادة مطلقة ولا يوجد حزن مطلق فالمشاعر المتناقضة التي يشعر بها الإنسان تساعده على التحكم في سلوكه، وتحميه من المخاطر، وتزيد من قدرته على اتخاذ القرار، إذا السعادة قرار فتخاذ القرار يجعله يفهم نفسه ويفهم الآخرين بشكل أفضل كما إن السعادة حالة عاطفية تتميز بمشاعر الفرح والرضا، ويتفاوت الشعور بالسعادة بين البشر حسب مستوى رضى الفرد عن رفاهيته الذاتية وطريقة التفكيره والشعور بأن حياته تسير على ما يرام ..
لذلك تتأثر مستويات الرفاهية الذاتية بعوامل داخلية مثل الشخصية والنظرة المستقبلية وعوامل خارجية مرتبط بمزاج الشخص الفطري، ونوع علاقاته الاجتماعية، وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه، وقدرته على تلبية احتياجاته الأساسية. فالأشخاص السعداء يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول، بالإضافة إلى أن لديهم علاقات اجتماعية أفضل، وإنتاجيتهم في العمل عالية.يتمتعون بصحة أفضل وأن مستوى السعادة ثابت، ويرتفع عادة بعد تحقيق الأهداف لفترة زمنية محددة، ثم يعود لمستواه المعتاد كذلك مشاعر الحزن ترتفع عند الإنسان بعد تحقيق الھدف وتعود إلى المستوى المعتاد عليه، وطبيعة الإنسان أنه يميل إلى العودة للمستوى الثابت من السعادة أو الحزن .كما إن هذا المستوى يختلف بين الأفراد بناءً على اختلاف الجينات الوراثية بين الأفراد بنسبة 50%، والظروف البيئية والمعيشية بنسبة 10%، وحسب طريقة التفكير والموقف الشخصي في التعامل مع الأحداث التي يتعرض لها 40% ..
لذلك فالتفكير الإيجابي والعزيمة والثقة بالنفس قد تؤثر على نظرتنا للأمور. فعندما ترى نفسك بطلا لا تيأس لو حدثت إخفاقات وأصر على تحقيق أهدافك ستشعر بالقوة في البداية، لكن المشكلة إذا فشلت ستصاب حتما بخيبة الأمل.وهذا يؤدي إلى إصابتنا بالإحباط، وهو الفشل في اختيار الأهداف المناسبة. وعدم القدرة على تحديدها بالوضع الذي يرضينا وقد يكون المال عند الكثير هدف أساسي في الحياة، على سبيل المثال، رغم أن الأبحاث أثبتت أن الثراء عندما يتجاوز الحد الذي نحتاجه لتلبية احتياجاتنا الأساسية، لا يجلب السعادة.كما أن نظرتنا للأمور تلعب دورا كبيرا في تشكيل مسار حياتنا. فإذا كنت مقتنع أنك شخص سعيد ستكون سعيدا هذه القناعات تترسخ في وجداننا منذ الصغر، وقد نرث الكثير منها من آبائنا، الذين ربما قد مروا بتجارب فاشلة في حياتهم ولم يستمتعوا كما ينبغي.وعندما نخرج إلى الحياة بهذه القناعات قد نظن أننا لن نحظى بحب الآخرين إلا إذا نجحنا في حياتنا أو أننا يجب أن نؤثر الآخرين على أنفسنا ونقدم احتياجاتهم على احتياجاتنا وقد يسهم إدراك مصادر هذه القناعات في الحد من التوتر أو التعاسة ..