الخريطة الذهنية


ندى فنري
الإنسان يرسم خارطته الذهنية عن كل شيء يتعامل معه.. و هذا الشيء على حسب خريطته،وليس الواقع .
مثال :
إن لم تكن قد زرت مدينة باريس مثلاً ، فإنك قد رسمت في ذهنك شيء عن مدينة باريس ، الطرق والمواصلات والمطارات والمباني ،ولكن .. هل الخارطة التي في ذهنك هي تماماً مدينة باريس ؟؟ بالطبع لا .
في كثير من الأحيان نرسم تصوراً ذهنيا عن مفاهيم أو أشياء معينة ونتعامل معها وفقاً لهذه الخريطة الذهنية، التي تكون بعيدة عن الواقع، حيث تؤثر هذه الخريطة الذهنية على تصرفاتنا ومسار حياتنا بل ترسم مستقبلنا.
إن نجاحاتنا وإخفاقاتنا كلها تتوقف على هذه الخريطة لأنها تتحكم في تصورنا للأشياء وتقودنا إلى الاتجاه الذي رسمته خريطتنا الذهنية سلفاً.
فمثلاً لو وضعنا تصوراً ذهنياً أنه لا صديق في هذه الأيام، وأن جميع الأصدقاء هم أصحاب مصالح فقط، فهذه خريطتنا وليست بالضرورة هي الواقع، وكذلك إذا كنا مقتنعين بأن الحياة كلها مرة وتعيسة ومليئة بالآلام والأحزان، فهي بعيدة عن الواقع.
اليكم هذه القصة وهي تحاكي المنطق والعقل
حيث يقال أن مجموعة من الشباب كانوا يمشون في طريق ما، وإذا بهم يلتقون برجل يحفر حفرة على جانب هذا الطريق، وبدأت الأحاديث الجانبية فيما بينهم عن سبب هذه الحفرة في مكان مقطوع لا يوجد فيه سكان.
فكان تفكير الأول أن الرجل قد قتل شخصًا وأراد التخلص من جثته بعيدًا عن أعين الناس، أما الثاني فقال لهم أن الشخص يملك أموالًا كثيرة وذهبًا وكنوزًا ثمينة، ويريد أن يدفنها في مكان مقطوع، لكي لا يعلم الناس بأمره، وأما الشخص الثالث قال لعله يريد أن يحفر بئرًا يسقي به ظمأ العاطشين، ويروي أكبدتهم، ويستخدمونه الناس ليسقوا مواشيهم وتعينهم على مشقة السفر .
إن أردت أن تغير واقعك من الإحباط والفشل والخمول إلى التفاؤل والنشاط والنجاح فعليك بتغيير خريطتك الذهنية.
لكل شخص في الحياة تجربته الخاصة التي يُسقطع بناء عليها آراءه وأحكامه في مختلف امور الحياة.
الأوصاف التي يطلقها الأشخاص للحكم على الأمور لا ينبغي أن تعتبرها نصًا مقدسًا لتتعامل أنه غير قابل للنقد.
أن ديننا الإسلامي يحضنا على التبيُن والتحري قبل الوصول إلى القناعة بشيء ما، ويمنعنا من سوء الظن بالآخرين، كما يشجعنا على التفاؤل والإيجابية في كل شيء.
إن أنت رسمت خارطة ذهنية أن الحياة مُرة وتعيسة وكلها آلام وأوجاع ومشكلات وحزن فهذه خارطتك وليست الواقع
…فالدنيا كما قال نبينا محمد صل الله عليه وسلم”الدنيا حلوةخضرة”
في النهاية تأكد من الخرائط التي رسمتها عن الحياة والسعادة والنجاح
– استبدل الخرائط السلبية بخرائط إيجابية
– كلما كانت خرائطك قريبة من الواقع كلما كانت تصرفاتك أقرب للواقع .