مقالات

نساء تبكي بصدق

وجنات صالح ولي 

وجنات صالح ولي 

من بين قصص الحياة تظهر لنا النساء الشامخات بقوتهم، الصبورين على الحياة ومافيها من متقلبات وعواصف وسكون ،أولئك المتسلحين بدموعهم التي تعد مرأتهم الصادقة مع أنفسهم ،حين أيقنت بأن مابداخلها لايحتمل أكثر إما بسبب ظروف قاهره تحملتها منذ سنوات مضت ،حين كرثت كل حياتها لمن يحيطون بها ولم تفكر جديًا في عمرها الراحل ولا على أي أعتاب وقفت ،فلم تمتلك إلا دموعها الصادرة من بنك عواطفها التي عاشتها بطريقة خاطئة وأقنعت نفسها بأنها الطريقة المتبعة والصحيحة وقتها وصاحبتها عمراً أخر من عمرها ،وقد حطمت أحلامها على أعتاب تلك السنين الماضية، ومهما كانت الأسباب قد تبكي حين تقف عاجزة عن إتخاذ قرار مصيري يحسم أعوام من القلق وعدم الأرتياح وتجاهل وإهمال يدمي القلب جراء بجاحة التعامل ،على أمل أن كل شيء سيكون على مايرام ذات يوم، وستدرك بأن تلك الدموع والمشاعر المبهمة التي زعزعت لم تكن إلا على من هانت عليه ،وأن تدرك بان لا أحد يستحق أن تذرف من أجله أي دمعة حتى لو كانت عابره بألم ،لأنها سوف تثير لهيب صمتها ووجدانها وسيكون لها أشد الأثر عليها من كدمات لقلبها وتعب يرهق أعصابها وفتور وبرود في مشاعرها ،ومع الوقت ستتعلم كيف تجمد تلك الدموع في محاجر عينها حتى لايرى فيها إنكسارها فيكون من الشامتين فيها ،وتدرك بأن لو توجب عليها البكاء أن تبكي خلف ستار و تتوارى عن الأنظار وتخرج منتشية بقوتها وكبريائها ضاحكة وتشعره بلذة إنتصارها وأن تدرك بأن ذلك ليس بتلك السهولة بل مجرد وقت وستعتاد على ذلك بعد أن وجدت تلك الحرقة في القلب قد صقلتها وأعادتها من جديد ،وأن تلك الدموع لها ثمن ،ودليل رقتها وسبيل ومتنفس لحريتها مع ظروف حاولت أن تثبت نفسها بقوة تحملها مع أشخاص لايستحقون لحظات أهدرت حياتها معهم وكانت دموعها سلاحها الوحيد مكتوفة الأيدي دون التفكير في حل يعيد لها حياتها من جديد دون البكاء والتحلي بالقوة ومواجهة المواقف بشده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى