الأدب والشعر

إصلاح ثغرات قديمة

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

مجرد محاولتك لإصلاح تلك الثغرات القديمة المنسية من المشاعر التي تهاوت وأصبحت آيلة للسقوط ستكون خطوة في غاية الصعوبة حين تنوي ترميم ماضٍ شارف على الانتهاء ، وحين قررت به أن تنتهك فيه قوانين حياة الآخرين الذين يعيشون معك. واستمتعت بصنع تلك الثغرات غير مبالٍ لما يحدث مع الوقت، حين لم تدرك خطورة ذلك، كانت بدايتك المستبدة دون رحمة حين أنتزعت حاجز الأمان الروحي والفكري والسلام النفسي لمن كان معك، حين تصنّعت الوهم ولم تبالِ بأي من العواقب التي حدثت، ومع مضي العمر والأيام جاءت نتيجة ما خلفته من أضرار نفسية وردّات الفعل المعاكسة لكل الأزمات.

ووقت إتخاذ قرارك في إصلاح ما حدث كان المطلوب من الطرف الآخر أن يعود معك كما كان، وكأن شيئًا لم يتغير، وهنا تتبدل الأدوار وتصبح أنت الملتفت لكل ما حدث، حين قرر الانفصال وترك كل ما حدث وراءه، وتريد أنت بتلك السهولة والطريقة الأسطورية أن تعيد كل ما حدث إلى نصابه الطبيعي، وأن ينسى الألم والوجع وذكريات الحزن والأسى بكل سهولة، مجرد أن طلبت منه ذلك، ونسيت أن الخدوش لن تزول بسرعة البرق وتنتهي، وأن إعمار النفوس يأخذ وقتًا طويلًا جدًا حتى يتناسى ، ودون أن ينساه كليًا.

حين تقرر أن تستبيح روحًا وقلبًا وجسدًا، فكر بالمقابل كيف تعيدها كما كانت، في حين تلقيك ردّة الفعل لما حصل منك، سيكون من المعجزات العودة إلى نقطة البدايات التي لم تُدنَّسها الحماقات. فكن حذرًا في معاملاتك مع من يدورون في مدار حياتك، وكن الأفضل، فذلك ليس بإعجوبة ، فليس كل ماضٍ يستحق أن يعود، أو تنفصل عن واقعك من أجله، لأن بعض الماضي هدم للحاضر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى