في الركن البعيد الهادي.

بقلم : م. السيدسالم

تسكن شقة واسعة فسيحة في مكان هادئ وراق.. هي مازالت أنيقةرقيقة بسيطة.. تسبقها ضحكة عذبة مجلجلة..

يومها الحقيقي يبدأ مع أضواءالمساء و همس نجمات السماء وبزوغ القمر..

تودع الغرف الواسعة والردهة الفسيحة..وتهرول إلى ركنها البعيد الهادئ.. حيث تقودها قدماها إلى مقعدها المحبب بالشرفة..وكأنها على موعد مع “أنغام في الركن البعيدالهادي”!!

تجلس إلي نفسها.. ونسمات الليل الرقيقة.. وحديث آثر مع ذاتها وذكريات تخالط أمنيات..

ترتشف الندم حينا.. وتحتسي الرجاءأحيانا..!!

لاتريد من زخرف الدنيا سوى سعادة فلذات كبدها.. ودعوة مستجابة وحسن خاتمة..

وضحكةنقية من زمن طفولي بريء..

ومع همس احتساء شفتيها فنجان الشاي بالنعناع الأخضر.. وصوت كلثومي يغازلها.. “من أجل عينيك عشقت الهوى بعد زمان كنت فيه الخلي”

تنطلق ضحكتها ويضيع صداها في فراغات الشارع والمدى..

فتتبعها بهزة رأسها منتشيةسعيدةومتمتمة: “الله.. الله.. الله.. ياست”!!