نجاة بدري، قلب اللبؤة


حسن عواجى
تعد نجاة بدري من اللاعبات البارزات في صفوف المنتخب المغربي للسيدات تشارك لأول مرة مع المغرب في كأس العالم للسيدات FIFA بعد عودتها من الحمل وضعت لنفسها تحدياً حقيقياً
في كرة القدم، لا شيء مستحيل قد تبدو الصيغة مبتذلة لكنها أصبحت بمثابة تعويذة في المغرب.
اقراء أيضا: ضربة روسية تدمّر مخزن حبوب في أوديسا
فبعد أن حقق منتخب الرجال إنجازاً غير مسبوق ببلوغه المربع الذهبي في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، نجحت لبؤات الأطلس في تحقيق إنجاز مماثل بتأهلهنّ إلى نهائيات كأس العالم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا 2023.
وذلك لأن اللبؤات قدمن من بعيد فبين عامي 2000 و2020، تمكنن من التأهل إلى بطولة رئيسية واحدة: كأس العرب في عام 2006.
ويكفي القول إن تأهل المغرب للنسخة المقبلة من كأس العالم للسيدات كان يبدو شبه مستحيل قبل 20 سنة.
قالت نجاة البدري يمكن إحراز تقدم كبير في وقت وجيز مضيفةً لقد منحنا أنفسنا ببساطة، الوسائل للوصول إلى هناك.
أتمنى أن تكون اللاعبات الأصغر سنّاً على وعي بذلك: فاليوم جميع الظروف متوفرة لكي تتألق كرة القدم النسائية المغربية.
نجاة بدري تتحدث عن تطور كرة القدم النسائية المغربية
ولادة جديدة التجربة تتحدث عن نفسها. فقد خاضت نجاة بدري، البالغة من العمر 34 عاماً، مباراتها الدولية الأولى قبل ١٦ عاماً.
وبالتالي، فإن لاعبة الجيش الملكي المغربي عاشت تذبذبات منتخب بلادها عن كثب.
صحيح أنها فرضت نفسها اليوم ولكنها تجسد أيضاً كرة القدم النسائية المغربية التي لطالما كانت ضحية للصور النمطية والأحكام المسبقة والتي يحتفل بها اليوم شعب بأكمله.
بطريقة ما هذا الامر يرمز إلى ولادة جديدة.
ففي حدث نادر في عالم لاعبات كرة القدم اختارت نجاة بدري تأجيل مسيرتها الكروية استعدادًا لاستقبال مولودها، ملاك، التي رأت النور في عام 2019.
علّقت قائلة: بصراحة العودة إلى الملاعب لم تكن سهلة بعد الحمل، لكنني تمكنت أخيرًا من التعافي بدنياً والبدء في لعب كرة القدم مرة أخرى مضيفةً “لقد اتضح أن أبواب المنتخب الوطني كانت دائماً مفتوحة.
كرة القدم المغربية للسيدات تحلق عالياً
وتابعت بالقول تعتقد الكثير من الفتيات أنه لا يمكن التوفيق بين كرة القدم والحياة الأسرية. ربما كان الأمر كذلك من قبل، لكن تلك الأيام قد وّلت.
أنا دليل على أن النساء يمكنهن مواصلة كرة القدم بمستوى عالٍ بعد أن يصبحن أمهات. من الممكن جدا أن تأخذ اللاعبة استراحة ثم تعود. عندما استأنفت اللعب كانت حالة كرة القدم النسائية المغربية قد تحسّنت بشكل كبير.
لا بد من القول إن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استثمرت الكثير في هذا التخصص. وقد حظي هذا الزخم بدعم كبير من قبل FIFA من خلال برنامج Forward الذي قدم، كجزء من حزمة إغاثة COVID-19، لكل اتحاد عضو منحة بقيمة 500 ألف دولار أمريكي لكرة القدم للسيدات. ولم تذهب هذه الجهود سدى: فبعد ثلاث سنوات مدفوعاً بحماس شعبي غير مسبوق، تحدى المغرب كل التوقعات ببلوغه نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات CAF التي نظمها لأول مرة في تاريخه.
نجاة بدري تتحدث عن تطور كرة القدم النسائية المغربية
علّقت بدري قائلة: ستكون هناك فترة ما قبل كأس إفريقيا للأمم وما بعدها. فقد اكتسب منتخب السيدات شعبية هائلة.
لقد تغيرت العقليات ولم يعد الآباء يترددون في تسجيل بناتهم في الأندية، بل ويحفزونهنّ على لعب كرة القدم. قبل بضع كان هذا من المحرمات مضيفة على مستوانا تطورت الأمور أيضًا من حيث تزايد الدعم سواء على مستوى المؤسسات أو الجماهير.
في السماء السابعة المغامرة لا تزال مستمرة بعد بلوغ المجد، باتت المغربيات على موعد مع معانقة النجوم في أستراليا ونيوزيلندا رفقة الجمهور المغربي.
وعلى ضوء الدعم الرائع الذي قدمه لمنتخب بلاده في قطر والمعاملة المنصفة التي تحظى بها اليوم لبؤات الأطلس، لا شك أن الدعم الجماهيري سيتزايد هذا الصيف.
أوضحت نجاة بدري قائلة نحن نعمل بجد لرفع مستوانا لنرتقي إلى مستوى التوقعات.
فإعطاء صورة جيدة عن المغرب أمر مهم للغاية بالنسبة لنا مضيفة “كان لأداء فريق الرجال تأثير كبير علينا.
وختمت حديثها بالقول كل لاعبة تحلم برؤية اسمها يظهر يوماً ما في مثل هذه القائمة. إنه فخر كبير، خاصة أنه سيكون الظهور الأول لمنتخب بلادنا. إن المشاركة في كأس العالم شرف كبير بالنسبة لنا وللسيدات ولكرة القدم النسائية المغربية بشكل عام.