الأدب والشعر

مجالسة أدبية..في بدايات الحب بين ” فرانز كافكا و ميلينا “

د.آمال بو حرب

د.آمال بو حرب

في بدايات الحب بين ” فرانز كافكا و ميلينا ”

أرسل إليها أول رسائله تباعاً دون أن يستلم أي رد على أيُهما ، فكتب إليها يقول :

عزيزتي السيدة / ميلينا ….

أكتُبُ إليكِ على الرغم من أنني لم أتسلم رداً واحداً على رسائلي السابقة ، وما يدفعني للكتابة وعدم التوقف سببان ، الأول هو يقيني بأنكِ أكبر من أن تتجاهلي شخصي المُحب ، وما دُمتِ لم تُرسلي رسالة تمنعيني فيها من الكتابة لكِ فلن أمتنع ، والسبب الثاني مبني على الأول ، فطالما لم تمنعيني من مُراسلتك ” إذاً فأنتِ سعيدة بكتاباتي إليكِ ” ، وطالما كانت سعادتك في ذلك فلن أكُفّ ، حتى لو كتبتُ العمرَ كله دون ردِِ واحدِِ منكِ .. سأفعل

المخلص لكِ

فرانز كافكا

لعلي بدأت بهذه الصورة لأني أردت أن أتحدث عن ذاك الإصرار العنيد على الإخلاص رغم كل الصراعات التي يتعرض لها الفرد والذي كتب حوله الجميع والحقيقة أني كنت على علم رغم أني في بداية مشوار الحياة الطويل على دراية أن هذا الارتعاش الذي يصيب النبض والشوق إلى حين ليس إلا شعورا مريحا ومربكاومن التجاوز على المفاهيم أن أشرح من لا يقبل الشرح لأن الإنسان بدن وروح ومن أحب الروح تعلق بالحكمة قطعا هذا التفكير فلسفي ولكنه تفكيري وازداد كل يوم اصرارا على أن التوازن بين المشاعر والوجود الواقعي والمحسوس والتناغم هو الذي يبني العلاقات الصحيحة بغض النظر عن مسمياتها ولعي في هذا الشأن سأذكر بيتا للمتنبي عندما يقول:

 

إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها

ففي وجه من تهوى جميع المحاسن

 

الوفاء لا يحتاج تبريرا ولا دعوة ولا طلبا ولا استعطافا

فهو نبرة المحبين و به تصبح العلاقة أكثر من مجرد مشاعر فهي انتماء فابن الحزم عندما قال في “طوق الحمامة ”

“ومن غريب الوصف أن تقع المحبة دون المعاينة ” ليس ذاك اعتباطا او هو استنقاصا لمفهوم الجمال وذلك لأن الطوق أصبح زينة للحمامة وهو استلهام عن معنى الجمال

والجمال كما أراه لا تقدير فيه للمفردات إلا من روحها فمن كان جميلا في نظري هو من يلهمني على الكتابة “.

 

والإلهام لا يثمن فكم من الآلام تثنينا وكم من الأحزان تحيينا

ولعلنا نذكر عمق تصور هيوم حول الجمال المبني على ضرورة التوفيق بين الحس الذاتي والحكم الموضوعي لذا من المفروض أن يراعي مبدأ الطبيعة الإنسانية وثقافة الحس المشترك داخل وضعية تاريخية محددة وفي ظل شروط اجتماعية خاصة ما تعانيه الشعوب اليوم التي تبحث عن الجمال خارجها وتنسى أن الجمال هو في الحب الجوهري

لذات الأشياء .

وكان لا بد لي أن أرد على المخلص “فرانز كافكا ”

فأرد بلسان ميلينا التي بحثت عنها كثيرا فأقول :

يا قمري

لو وقفت عقودا ماكان يهزني

ومااصابني بانتظار ي لك ملل

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى