الأدب والشعر

الجميلة جميلة

سمير الشحيمى

سمير الشحيمى

(بكم السكر) زبون يسأل موسى صاحب البقاله (روبيه على كل كيلو) يرد عليه موسى

الزبون : عطني نص كيلو.

موسى يضع نص كيلو سكر لزبون وذهب، جلس موسى على كرسيه وهو ينظر إلى الماره، موسى رجل أعزب يعيش مع أهله ويعيلهم من عمله في بقالة التي يملكها والده.

أبو موسى رجل كبير بالسن ترك المحل ليعمل به ابنه الوحيد موسى.

نزل الليل وأقفلت أغلب المحلات بعد صلاة العشاء وقبل أن يقفل موسى أتت فتاة للمحل وقالت : محتاجه عدس وحبتين بيض.

موسى وهو منهمك بإدخال بضاعته للمحل : بنصكر أختي تعالي يوم ثاني.

الفتاة : محتاجه الأغراض ضروري.

موسى اللتفت بتجاه الفتاة وهم بالكلام ولكن لسانه ربط في فمه ثم نطق برتباك: كم تبي عدس وبيض؟

كانت الفتاة جميله ذات عيون كحيلة برغم لبسها للغطاء على رأسها فشعرها أسود طويل ناعم وبشرة بيضاء صافيه وجنتيها ورديه قالت له: عدس ربع كيلو وحبتين بيض.

دخل موسى محله ووضع الأغراض المطلوبه بكيس وناوله للفتاه التي سلمته ثمن الأغراض وهمت بالانصراف أوقفها موسى قائلا: راح أوصلك بدل ماتمشي بروحك بسكيك بليل ظلمه.

الفتاه: لا تحاتي بيتنا قريب مابعيد.

موسى: بحفظ الرحمن.

نظرة له الفتاة وابتسمت له إبتسامه سحرت عينه وأسرة قلبه ثم غادرت وهو ينظر إليها وختفت بالسكه المظلمه.

وصل موسى منزله وتناول العشاء وذهب لغرفته واستلقى على فراشه وسرح فكره وهو يتذكر صورة الفتاه في مخيلته وإبتسامتها الساحره ثم غط بنوم عميق.

وفي اليوم التالي ذهب موسى كعادته إلى عمله بالبقالة وبعد يوم طويل وقرب موعد إغلاق المحل صوت من خلف موسى : أريد طماط وبيض وشوية عدس لو تسمح.

موسى عرف صاحب الصوت أنها نفس الفتاة ،اللتفت لها وقال: أبشري من عيوني يا بنت الأجواد.

حط الأغراض كلها بالكيس وسلمها للبنت وقال لها : أسير معاك أوصلك البيت تمشين بروحك بهالظلمه.

الفتاة وهيه تبتسم : لا عادي الوقت بعده والبيت قريب لا تحاتي أخوي الصغير معاي.

موسى يطالع حواليه ويقول : وينه ما أشوفه؟

الفتاة : واقف بالسكه يستحي يوصل هنا للمحل.

موسى : أنتي من بيت من شو أسم أبوك أول مره أشوفك؟

الفتاة : أبوي رجال فقير يشتغل سماك بالبحر ماراح تعرفه يالله أنا أستأذن.

موسى بستعجال : ماعرفت أسمك يابنت الأجواد؟

الفتاة : أسمي جميلة قالتها وهيه تبتسم بأبتسامتها الساحره وغادرت المكان وغادر معها قلب موسى الذي هام قلبه بحبها.

عاد موسى تلك الليله إلى منزله وهو يفكر ويتسآل عن هذه الفتاة الجميله وأسمها جميله أنها حقا أسم على مسمى يفكر أن يتزوجها فقرر أن يبحث عن والدها ويسأل عنه ومن يكون.

فالصباح الباكر أنطلق موسى إلى الشاطئ يسأل عن السماك الذي يعيش في هذه القرية لكن السماكين كثيرين من هو بالضبط وما إسمه أو بماذا يكنى فوجد رجل كبير بالسن يجلس على شاطئ البحر، إقترب منه موسى وسأله عن السماك ومعه بنت إسمها جميله.

قال الشيبه: لا يوجد أحد هنا بهذا الإسم.

موسى : هل أنت متأكد ياعم ؟

الشيبه: متأكد كما أنا متأكد بأنك تجلس معي وتحدثني يا ولدي أنا عمري ثمانين سنه حافظ كل صغيره وكبيره بهاي القرية ومن يصيد ومن يغوص كلهم أعرفهم محد مر علي بهالاسم أبد.

ترك موسى الرجل وذهب إلى محله بالسوق وبعد مضي النهار وغابت الشمس وأقفلت أغلب المحلات أبوابها إلا موسى ظل متواجد بمحله إلى وقت متأخر في أمل أن تأتي جميله مرة أخرى لتشتري كعادتها ولكنها لم تأتي.

أغلق موسى محله وهم بالإنصراف إلى منزله وهو بطريقة عائداً إلى منزله ويمشي بين الأزقه المظلمه رأى طيف فتاة تمشي نظر إليها فناداها بأسم جميله إلتفتت إليه الفتاه وكانت بالفعل جميله إبتسمت له وأكملت مسيرها فلحق بها موسى ويمشي خلفها حتى دخلت إحدى المنازل المجاوره لشاطئ البحر دق موسى الباب ولكن لايوجد أحد يجيبه، ثم إنفتح الباب من تلقاء نفسه نادى موسى لكن لا أحد يجيب فتردد بالدخول ولكن غلب تردده ودخل إلى المنزل كان المنزل ملئ بشباك الصيد البحري وتفوح من المكان رائحة السمك وإحدى أبواب غرف المنزل كانت مفتوحه ويسطع منه الضوء فذهب بتجاه الغرفه وما إن دخل حتى وجد جميله وهيه تجلس على الأرض وهيه تدندن بصوت جميل و بلحن جميل وتمشط شعرها الأسود الناعم الطويل أقترب منها موسى وهو يبتسم ثم ناداها: جميلة أنك بغاية الجمال لقد أسرتي قلبي من أول نظرة.

حتى أنها كلماته حتى توقفت جميله عن الدندنه وألتفتت بتجاه موسى وكانت المفاجأة على إثر هذه المفاجأة دق قلب موسى حتى كاد أن يتوقف عن النبض بسبب ما رآه كانت فتاة ولكن ليست جميلة كانت سمكة بجسد فتاة نعم رأس سمكه بها شعر جميل وجسد جذاب ولكن برأس سمكه هنا أنطلق موسى هارباً من الغرفه ولكن بعد خروجه من الغرفه صادفه وجود كلب هجين بذيل سمكه وبجنبه جرو صغير بذيل سمكة هنا لم يتمالك موسى نفسه فسقط مغشياً عليه فاقداً وعيه.

 

فتح موسى عينيه ببطئ فرأى حواليه أبوه وأمه وهو متمدد في حوش البيت الذي دخله بلأمس وسكان القريه يقفون بالخارج وكانت الشمس ساطعه قال موسى : وين أنا شو اللي صار ؟

رد عليه أبوه : حصلك واحد من الشباب الشغالين بصيد السمك وأنت متمدد هنا وفاقد الوعي شو جابك هنيه؟

موسى يعتدل بجلسته: ماعرف بس كنت أمشي وشفت بنت دايما تشتري من عندي أغراض دخلت هالبيت ودخلت وراها بس شفت شي أعوذ بالله.

رد صوت من خلف كان الرجل كبير السن يقول : شفت جميلة أكيد.

موسى : بالفعل شو دراك بس ما كانت جميلة هيئتها أعوذ بالله.

الشيبه: أدري ما كانت جميلة مثل كل مرة تشوفها كانت سمكة بحر.

موسى : صح هذا اللي أنا شفته من غير الكلب اللي بذيل سمكه.

الشيبه: أي أعرف هالبيت مسكنهم من سنين من زمن جدودنا هذيلا جن البحر يا ولدي.

موسى : جن لما سألتك عن واحد سماك إسمه أبو جميله قلت ماعرف حد بهالأسم.

الشيبه: ما جى على بالي أنهم للحين يطلعون حق حد من خمسين سنه ماطلعوا حق حد.

موسى : يعني ليش يطلعون حقي أنا بالذات دام من خمسين سنه محد سمع لهم طاري.

الشيبه: هاي إختياراتهم كذيه محد يعرف بس إذا طلعوا لك أكيد يبون منك شي.

قال الشيبه كلمته وراح

وفي اليوم التالي والناس نايمين كان موسى راقد بفراشه سمع صوت حركة عند نافذة غرفته وكان فيه ضوء قوي فتح النافذه وهو خايف وشاف جميله واقفه عند النافذه وصرخ موسى من الخوف وفجأه إختفى مع الضوء ومع جميلة.

 

إنتهت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى