نِصْف رغيف اَلخُبز


الكاتب : سا مى رضوان
نَّئِيمُ البُومِ فجّ عِنَاقٌ
اللَّيْلُ افْضَحْ ستَرَهُ نَهِيزُ
فَأْرٌ جَائعٌ لِرَغِيفِ عَيْشٍ
فِى فِصَاءٍ مُظْلِمٍ
ضِبَاحُ ثَعْلَبَةَ تَجُوبُ
الْحَىَّ دُونَ صِغَارِهَا
ضَغَيْبُ أَرْنَبَةٍ تَهِجُّ
إِلَى طَرِيقٍ مُؤْلِمٍ
زَئيرُ أَسَدِ مِنْ مُلوكِ
الْغَابِ أَصْدَى صَوْتَهُ
كَادٌ يُظَنُّ بِأَنَّهُ
هُوَ الْمَلِيكُ الْمُنْعِم
صهيل خُيِّل سَابِق
الرِّيح اَلتِي عَصفَت
بِأعْمَاق اَلكَرِي صرير
الجرَاد علَا بِصَوت مَنجَم
شحيح صوْتًا لِلْبغَال
وهل ترى إِذَا سُمعَت
نُبَاح كَلْب لِلْقوافل مُلْزِم
نُعيق غَرابِيب تِفْج
أَسرَاب الحمَّام عرير
أَصوَات تُنَادِي مِن
غَرابِيب كُلَّ مُقدَّم
عُوَاء الذِّئَاب نَحْو
اَلْغاب يُصْدِى بِالْفراغ
سليل غَزَال وَاقِع بَيْن
أَنيَاب الذِّئَاب مُسْلِم
ضَحِك اَلقُرود جميعَهم
حِين سَمِعنَا نهيق اَلحمِير
يَفُوق عَقْل لَبيب عجبْتُ تَفهُّم
هديل أَسرَاب الحمَام
الزَّاجل مازال بِالرَّكْب
اَلرفِيع مُسافِرًا علَا
السَّحَاب حَتَّى الأنْجم
خُوَار الأبْقار وبيْنَهم
مِن الرُّعَاع دليل تَرَاه
مُنْساب تَحملَه عَصَاه
إِلى اَلقطِيع مُلَازِم
بَيْن الجبَال الرَّاسيات
تَجتَمِع الخرَاف خُطُوط
نَجْم يَجهَل العرَّاف ثُغَاء
عُنَازَه فِرَا وكْرًا هاربًا مُترْجِم
مُوَاء قِطٍّ شَارِد مُتَلصص
جاء لِقَتل فَرِيسَة مَكَان
يَعلَم أَنهَا تَنعَى بِهَذا اَلحَي
فقد صِغارهَا نَعْي اَلفقِيد تَلعثَم
صفير النُّسور أَحَاط أَرجَاء
المدينة حِينمَا قام زعيم
العير يَرتَجِل اَلحنِين
ويشْكو رُستُم
سَبْع هَمَّام أَشهَب
وَغَضنفَر وعرين شِبْل
اللَّيْث يَبدُو خاويًا مِن
بَعْض لَحْم اَلديْسِم
مَا حال أَسرَاب الحمَّام
إِذَا يَنُوح موْطنًا أُعجِبت
يوْمًا أن تَرَاه ومَا العجب
إِذَا سُمعَت نَوَاح الهيْثم
مَاذَا سنفْعل والسُّنون
جَميعِها قد أخْبرتْنَا أنَّ
البرْد يَقتُل مِن ثَقِف
الدَّجَاج ويعْدم
مَاذَا سنفْعل فِي الشِّتَاء
وهل تكْفينًا المدافئ
عِنْدمَا نَستوْدِع
الصَّيْف اَلقرِيب ونقدِّم
الرَّال لَحْم لِلْملوك
والْحاشية حوْلهم
يتقاسمون طعامهم
وشرابهم والْجوع يَقتُل
أَلْف نَفْس بِالْمشانق تُعْدِم
أَسفَاه يَا نِصْف اَلرغِيف
قَتلتْنِي اَلجُوع فِي اَلْغاب
قَانُون حَدِّه الموْتِ ثُمَّ
الموْتِ دُون تَرحَم