Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

سنابل لم تجف..الجزء الرابع والأخير

سميره بن سلمه التميمي

سميره بن سلمه التميمي

عمر : كيف ذلك؟
_ الأمر ببساطة يابني أني وسنابل توأم متشابهتين جدا ولافرق بيننا حتى بسيطا في الشكل الظاهر.
عمر : أ معقول ياأمي؟؟
_ نعم، وهذه صورتنا معا
نظرت للصورة تفحصتها جيدا شهقت مسبحا، وأردفت ذلك بسؤال وكيف كان يُفرق بينكما؟
قالت أمي : عندما كنا أطفالا كانت أمي تضع في يدنا سوارا ينتهي بحرف كلا منا، وعندما كبرنا كانت تصرفاتنا هي الفارق، لكن سنابل كانت أحيانا تحب أن تلعب بعض المقالب في أسرتنا فكانت تستطيع أن تتقمص نفس شخصيتي دون غلطة أما أنا فكنت لا أستطيع ذلك فتنكشف لعبتها. بدت إبتسامة من أمي بسيطة وكأن ذكريات هذه المقالب تمر من أمام ناظريها وهي تغمض عينها دقائق، ثم قالت :
وأظنك يابني عرفت الأتفاق الذي حدث طبعا تقدمت أنا وهي ولم يكن من السهل أن يكتشف أحد ذلك وعندما سألني القاضي أنت سنابل؟؟ سكت طويلا لا أعلم ماالذي أصابني لحظتها كان الخوف يسيطر على عقلي حتى أصابتني قشعريرة حين تجرأت وقلت نعم أنا هي!!
أطرقت رأسي من هول الصدمة ولم أستطع النظر في عين أمي!
لكنها بيدها الحنونه رفعت وجهي نحوها وهمست :
هل فقدت ثقتك بأمك ياعمر؟
نظرت إليها وقلت : أي ذلك النوع من الشعور الذي دفعك ياأمي لمثل هذا الخطأ العظيم؟؟
فأجابت : الحب الذي يعمي ولايبصر، الحب الذي يدفعك لأن تخطأ وأنت تعلم أنك مخطئ،. الحب الذي لايبصره عاقل ولا يتخطاه، الحب الذي يقودك للسوء والذنب والجهل ياعمر!! لذا إياك أن تتبع حبا يرديك للسوء، فإما حب يبصره عقلك للصواب وإما خلاص يريح ضميرك للأبد!
[ ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ] إن جالست فجالس صالحا وإن شاورت فشاور عاقلا وإياك ومن سفه نفسه ولم يقيم لآخرته وزنا أن ترخي له سمعا)
أطرقت رأسي ثم أمسكت بيديها قائلا :ألهذا السبب لم يسامحك والدي؟؟
نعم لقد قال لي في لحظة غضب : والله ثم والله سأذيقك جرم مافعلتي بعدد عمرك الذي عقدت فيه عليك ولن أطلقك!
قلت لها فورا : خمس وعشرون سنه صحيح!
“سلّمت أمري للرحمن واثقةً
بأن ربي سيكفيني ويحميني
_وكيف أكتشف والدي رحمه الله الأمر؟
_طبعا الأكتشاف الأول بعد العقد مباشرة كان من والداي غضب أبي كثيرا وكذلك أمي وكان العقاب أنهم قاطعوني
وإما سنابل فمرضها كان سببا كافيا لأن يسامحاها والداي
_ ألم تتدخل خالتي سنابل في الأمر؟؟
_بلي تدخلت ولكن وهجها أتطفأ كثيرا وحتى محاولاتها في الإصلاح بيني وبين والداي كانت ضعيفة،
عشت مع والدك سنتين في بداية زواجنا كانت من أجمل لحظات عمري التي زادت من تعلقي به كثيرا لقد كان يعاملني على أني سنابل وكان يحكي لي مواقفا كثيرا عن شقاوة سنابل كانت سبب في جنونه بها
_ولكن شخصياتكما مختلفة فكيف لم يلحظ والدي ذلك!
_كان تواصل والدك وسنابل بعد الخطوبة محدودا ولم يتجاوز الهاتف وكان أغلبه في المناسبات للتهاني وهكذا
ومعظم قصص سنابل كانت تأتي عن طريق والدته
أتصدق ان والدته هي الوحيدة التي أصابها الشك في أنك لست سنابل ولكنها كانت تسكت خشية حدوث فتنة كبيرة.!!
أحيانا كان والدك يقول لي أراك أهدأ كثيرا مما كنت عليه أيام الصبا !! فأبتسم وأقول له: لقد نضجت ياخالد فماللك وللماضي؟؟
في العام الأول أنجبتك وفي العام الثاني الذي حملت فيه بسنابل وقبل ولادتي توفت اختي سنابل رحمها الله
وهنا آخبر والدي خالد بالحقيقة وطلب منه أن يسامحها ويسامحني، لم نرى أباك وقتها شهرا كاملا!
أنقطعت كل أخباره عني وعن أسرتي ماعدا أسرته التي صدمت من الحقيقة أيضا، وظننت حينها أني لامحالة طالق، حتى عاد بوجه غير ذلك الوجه الذي أعرفه!
وخلق غير ذلك الخلق الذي عشقته، ذليل يابني من اتبع هوى قلبه وهذا الهوى الذي ذل قلبي سنينا!!
اليومَ أُعلنُ أنَّ البُعدَ منتصرٌ ،
على الوفاءِ، وأنّ الشوقَ قد بَرُدا
قلتي ياأمي إن سنابل كانت تعمل بالتمريض، فكيف كانت خطتكما أقصد خطة خالتي، جلوس خالتك في المنزل بسبب مرضها ظن فيه الجميع إنها مناهل وأما سنابل فقد أخذت إجازة للأستعداد للزواج وبعدها أخبرت خالد عن عدم رغبتي بالعمل لأنشغالي بحياتي الزوجية ولم يعترض.هكذا كانت الخطة محكمة جدا.
وإما غياب والدك فقد كان بسبب رسالة خالتك له… لقد كانت صدمة أفقدته أتزانه النفسي حينها وقرر ان يبتعد عنا جميعا حتى يستطيع أن يقرر أمر زواجنا شرعا وعقلا.
وإما أنا فقد كانت الرسالة صدمة لي وقاصمة لظهري من حيث لاتدري! وهذا سر بكائي الطويل يابني! لقد كنت أقول أن تصرفات والدك جزاءا أستحقه، ولكن تضحية سنابل وانا التي كنت أظنها أنانية كيف أسامح نفسي عليها سوى أن ابكيها صباح مساء!!
_ماهي الرسالة ياامي؟؟
… (لا أعلم كيف أصف لك ذلك الشعور المخبأ في حنايا صدري، ذلك الشعور الذي لاتستطيع أن تتجاوزه، ولا أن تبقيه، لايغادرك فتستكين ولا تغادره فتستريح، تسير في طريق لاتدري أين سينتهي؟ ترى المخاطر تحفه من كل الجهات ولكنك لاتزال تستعذبه!!
متعب ان تكون أنت في أعماقي وفي قلبي وفي روحي
وبنفس هذا العمق تكون في قلب أختي غريبا عنها محرومة من كل شئ!
هل جربت شعور القريب البعيييييد، شعور الحبيب الغريب، شعور المقيم الراحل، شعور المستقر الطريد،
أنه شعور مناهل وأنت في الجانب الأخر من ذاك الشعور، تلك الشخوص هي لكما ، وتلك الحقيقة هي أنتما وكفى!! لذا ياخالد لم يكن من حل إلا أن أتظاهر بالمرض
حتى تعيش أختي الحياة التي كانت تحلم بها صباح مساء، مؤلم أن يكون عشقك في قلب من تعشقه أكثر من روحك، لم اظن ان العشق الذي يعلو عن الطبيعي سيرديني هكذا، انا ارى الموت كل ليلة ياخالد، لا حب إلا الحب المعتدل الذي يسمو بك عن الرذائل، وينجيك من مثالب الهوى ونيرانه،
اخيرا…. إن غادرت من هذه الدنيا فأرجوك رفقا بأختي وبقلبها، ورفقا بي سماحة وإعذارا،)
ابنت عمك سنابل ❤️
آثار السنابل يابني كانت ترتوي بعد أكتمال خمس وعشرين سنة من عمر زواجنا أراد الله بعدها سنة واحدة أعيشها كما عشتها أول زواجنا، كان أباك يحبني بجفاءه، بقسوته التي أرادها ولعل هذا أبتلائي، في سنابل لم تجف طيلة هذه السنوات من أعمارنا…….
تمت…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى