مدمن نفسيا


ريم العبدلي -ليبيا
فهد مستاء من حياته، يحاول أن يغير تفاصيلها للأفضل ، أن يرمي الماضي وراءه ، يعيش حياة جديدة ، بعيدا عن أفكار الانتقام ممن أذاه ، فكانت أول خطوة هو إيجاد أصدقاء جدد ، خرج فهد إلى أحد المقاهي؛ ليحتسي القهوة ، فإذا به يجد شخصا ينزوي ويضع سماعة على رأسه ، فى هذه اللحظة- الذي كان فيصل يجلس شاردا- يستأذنه فهد بالجلوس ، وبدأت رحلة التعارف بينهم، استرسل كلاهما الحديث عن أنفسهما، فيصل يظن بأن الحياة ظلمته وحيدا، يسأله فهد لماذا تحبس نفسك بالجلوس هنا وحيدا وكأنك فى عالم آخر؟!!
يرد فيصل مصرا، نعم، أنا فى عالم الغربة القاتلة التى أخذت نفسي مني ، أنا سجين الذكريات، مشتت الفكر ، أنا من هزمتني الحياة ، أرهقت حروفي من الألف إلى الياء ، يقاطع فهد فيصل: كلنا ظلمنا من الحياة، أُرهقنا نفسيا ، خذلاننا غدرت بنا وجعلت تفاصيلنا متشابكة ، تظهر ابتسامة استفزاز على وجه فيصل قائلا: أنت بعيد عن عالمي الخاص ، الأوهام تحلق من حولك وكأنك رائد فضاء ، أنا من عالم مغاير لعالمك، انسحب من أمامي فقد نشرت طاقتك السلبية من حولي ، استغرب فهد كلمات فيصل، وغادره وهو مستاء من تعاليه ، مقررا العودة إلى الحياة على طبيعتها كما هي.