شام العروبة


الشاعر : محمد خميس بالراشد
حَمَامُ النَّصرٍ حلَّقَ في سمَاكَ
يُعَانِقُ ما تَسَامَقَ مِن مُناكَ
فأنت الحَقُّ في صُحُفِ التفاني
وللتاريخِ وجهٌ قد رآكَ
يُشِيدُ البغيُ فيكَ عروشَ هدمٍ
وفيكَ المقتُ يَشتَبِكُ اشتباكَ
أيا شامَ العروبةِ ما المآسي
تدومُ ولا المسرةُ في سواكَ
فإن حسرَ الزمانُ عن الرَزَايا
وطال الصمتُ وانكسرتْ خُطَاكَ
فإنَّ الغيمَ يصنعُ مُعجزَاتٍ
مَتَى عَشِقَت بَوارِقُهُ رُبَاكَ
مَآذِنُكَ الجَرِيحَةَ سوف تَشدُوا
بأعذبَ ما تَحِنُّ له ذُرَاكَ
قُلوبُ الوامِقِينَ إليكَ تَهفُوا
واعينهم تسيلُ لِمَا دَهَاكَ
كأن العامَ ألفٌ والمَنَايَا
دَقَائِقُه التي سَلَبَت سَنَاكَ
أسيراً جئتَ يحمِلكَ الضحايا
على الأعناقِ تغرِقُهم دِماكَ
يُطوِّقُكَ النَّداءُ ولستَ تَدرِي
بِأنَّ عُرُوبَتِي جَهلَت نِدَاكَ
قَرَابينُ الولاءِ إليكَ جسراً
تُمَدُّ الآنَ حتى من غُزَاكَ
وما عرفَ الوفاءَ رجالَ حكمٍ
أقاموا في اجتماعهم عَزَاكَ
وأنتَ الحَيُّ في صَخَبِ الشَّظَايَا
وحيداً تستفيقُ على مناكَ
وما للغربِ إسلامٌ ودينٌ
يباركُ بالمحبةِ مُبتَغاكَ
وما للعُربِ اسيافٌ وجندٌ
تردُّ الحقَّ من بَاغٍ رماكَ
هُتافُ الصامدينَ هناكَ يبني
شعاعَ الشمسِ في ليلٍ تشاكَ
تُرَابُكَ جلَّ أن يملكهُ بغيٌ
فجلَّت في السماءِ له رؤاكَ
ومن حاكَ المنيةُ للأماني أليسَ لهُ الجزاءُ بما أَحَاكَ