هوية

كل إنسان له هوية أو سمات تميزه عن غيره، يفخر بها، وينتمي إليها، وهوية المرأة المسلمة هو الحجاب الذي كرمها الله به، وهو السمة الأبرز التي تتميز به، فإذا رأى أحدهم امرأة محجبة يعلم مباشرة أنها مسلمة ملتزمة بأمر الله، للأسف اليوم يتم التعامل مع الحجاب على أنه قيد وعبودية، وقمع للأنوثة، فحرية المرأة في نظرهم هي أن تكشف جسدها، وتتمتع بكامل زينتها.

تميل المرأة بفطرتها إلى حب التزين والاهتمام بلباسها وأناقتها، والظهور بأجمل حُلة، وفرض الله الحجاب ليحدد لمن تظهر زينتها، وليس ذلك على سبيل التقييد، فالأصل في التزين الإباحة إذا كانت المرأة بين النساء أو محارمها من الرجال، ويُحرم عليها ذلك أمام غير المحارم، حتى لا يصل إليها إلا زوجها، فقد جُبل الرجل على حب جسد المرأة والرغبة به حتى تتكاثر البشرية، وفي امتثال المرأة لأمر الله -رغم المشقة- هوية تميزها عن غيرها من النساء اللَّاتي غلبتهن نفوسهن ولم يستطعن ارتداء الحجاب، ولا يوجد أجمل ولا أزكى لنفس المرأة المسلمة من أن تكون هويتها الأساسية بأنها أمة لله طائعة له عزَّ وجلَّ.

كثرت اليوم الشبهات حول الحجاب، وأصبح صعبًا على الكثيرات لما في الدنيا من فتن، وزينة وأزياء وموضة، وفي المقابل ازدراء للحجاب بوصفه تخلف ورجعية، وأنه مجرد قماش لا يعني العفة، وغيرها من الشبهات التي لا تدل إلا على جهل بالدين وبالفطرة الإنسانية والتكوين النفسي للمرأة، في زمن انقلبت فيه المفاهيم حتى كادت معالم الفطرة السوية تختفي. في تراثنا الإسلامي خلد التاريخ أسماء نساء كثيرات كن شيخات تتلمذ على أيديهن كبار العلماء والأئمة وكان لهن دور بارز في بناء مجتمع سليم ولم يتخلين عن هويتهن الإسلامية، ولم يكن حجابهن عائقًا لهن، نرى اليوم نساء برزن في مختلف المجالات، محتفظات بهويتهن الإسلامية، مما يؤكد أن الحجاب ليس عائقًا بل هو حماية ووسيلة تمكنها من التعامل مع الرجال بعقلها وشخصيتها، ولا ينشغل الرجل عنهما بشعرها وجسدها، ومن مروءة المرأة أن لا تفتن الرجال وتكون عامل صيانة وأمان لا قنبلة تمشي على الأرض.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى