الحب أمان و اطمئنان


الكاتبة : ندى فنري
الحب أقدس رابطة بين أثنين من البشر إنه منبع الحق … الخير …
في الحياة لا يمكن أن تنمو زهرة، و أن تنضج ثمرة، و أن يشب إنسان إلا إذا كان هناك حب يرعى هذا النمو و الإزدهار ….
أنا أحبك معناها إنني قررت أن أتولى رعايتك ،
أن أكرس حياتي من أجلك ….
و الرعاية لا تعني المسؤولية المادية لكن المسؤولية النفسية …
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يكرس حياته من أجل انسان أخر….
الحيوان لا يستطيع أن يفعل ذلك ….
إن العطاء المطلق هو إنساني بحت و هذا العطاء لا يمكن أن يكون إلا من خلال حب حقيقي ….
إنه عطاء الحب للمحبوب …و لا بد أن تكون مقدرة العطاء موجودة أصلا عند هذا الإنسان …
و أن تكون لديه القدرة على العطاء النفسي أن يعطي جزءا من وقته
و إهتمامه و إحساسه
و تفكيره لإنسان أخر…
أن يهتم بقضاياه …
أن يعيش مشاكله …
و أن يكون قادرا عن طيب خاطر و بلا شروط و بلا مقابل أن يكون بجانب هذا الإنسان الأخر ….
إن في الحب لا يوجد شروط إنني أحبك يعني إنني أرعاك ،لأنني قررت ذلك ….
إن المتعة في الحب تتحقق بأن نحب
و نسعد بمشاعرنا
و نبتعد عن الكبرياء
و الغرور و الانانية
و النرجسية و نتفانى بالحنان و المودة
و الرحمة و الكرم ..
تلك المشاعر واحة جميلة وارفة يستظل بها المحبون ، وهذه المشاعر متبادلة تبنى على تمازج روحي عميق.
في النهاية الحب قادر على أن يحوّل الصحاري القاحلة إلى جنان …
ينبت الغصون والأوراق في الجذوع الميتة ….
يروي الظمأ ، يهب التسامح ، يصلح الأمور والأخطاء مهما عظمت .
في الحب ، اعطِ قدْر ما توهب، فمن وهب الحب ….قدره سيرده بالمثل بل وبأحسن منه.
التحدّي الكبيـر الذي يواجهنا ويواجه الإنسانية كلّها :
ألا يهرب من قلوبنا ( الحب ) في عالَم يسود فيه الكره …
ولا ( الصفحُ ) في عالم يسود فيه الحقد …
ولا ( الإخاء ) في عالم يسود فيه العداء …
ولا ( العقل ) في عالم يسود فيه الجهل….
ولا ( الثبات على المبدأ ) في عالم تسود فيه المصلحة ….
ولا ( الأمل المتجدد ) في عالم يغمره اليأس ….
ولا ( العمل الخالص ) الدائب لا يرجى عليه ثواب إلا من الله .
علينا التمسك بالحب
لأنه يعطي أمان و اطمئنان…