تقلب المزاج هل يعتبر حاله طبيعيه


شيخة الدريبي
كيف يمكننا معرفة مدى تأثير الشخصية المزاجية دون تجربة التعامل معها عن قرب، فقط المواقف الحياتية والاحتكاك التكرر معها تكشف مدى التقلبات في حالتها المزاجية. مما يترك الشخص المقابل يعاني بشكل لا يوصف، حيث أن الشعور بالأرتباك والحيرة بسبب عدم القدرة على توقع ردود الأفعال.فيجب الحذر الشديد عند قول أو فعل أي أمر خشية من التقلبات المزاجية.وعدم التمكن من معرفة الأسباب الحقيقية والخفية لانزعاج الشخصية المزاجية. والمحاولات الجادة للاستمتاع بالأوقات قد تذهب عبئاً بسبب الانتكاسات غير المبررة في أي وقت وقد يبدو الأمر كالتعذيب، فعلى الرغم من ضرورة تحمل كل طرف للآخر، إلا أن الأمر قد يخرج عن نطاق السيطرة في بعض الأوقات.كذلك التزام الصمت، يؤثر بشكل مباشر على حالته النفسية ومدى ثقته بنفسه ..
كنا أن التقلبات المزاجية او ما يعرف بتعكر المزاج، هي ليست مجرد اعراض طارئة يمكن ان تمر مرور الكرام، بل انها مسائل صحية تشكل خطراً على الصحة العامة في بعض الاحيان، خاصة عند تكرار التعرض لها او عدم الخروج منها بسرعة.وتعتبر التقلبات المزاجية من تذبذب في الحالة المزاجية بين الارتفاع والانخفاض، من المشاكل النفسية التي تعترض الجميع، خاصة النساء في مراحل عديدة من حياتهن كذلك الاطفال لديهم حالات من التقلبات المزاجية بالذات تقلب مزاج المراهقين ..
فمن أسباب تقلب المزاج :
– التوتر و القلق : بسبب تحديات الحياة اليومية ..
– قلة النوم : وهذا حمل الكثير من العواقب الصحية والنفسية غير المحمودة ..
– ومرض ثنائي القطب: فيعاني الشخص من تذبذب حاد في الحالة المزاجية بين الارتفاع القوي او الانخفاص الشديد..
– الاكتئاب : وهذا مرض العصر في ايامنا هذه،ويشعر المصاب بحالات من الاحباط الشديد تليها مرحلة تعافي ثم يعود الى الاكتئاب مرة اخرى..
– اضطراب الهرمونات : له سبب مباشراً في التقلبات المزاجية، خاصة عند المرأة في اوقات ما قبل الدورة الشهرية وخلال اشهر الحمل وصولاً الى مرحلة انقطاع الطمث .وكذلك المراهقين يعانون من اضطراب شديد في الهرمونات اثناء النمو اما عند الرجال، فالهرمونات تبقى ثابتة لديهم لحين سن الثلاثين حيث يبدأ هرمون (التوستوستيرون) بالتراجع تدريجياً وهو ما يسبب التقلبات المزاجية لديهم ..
لذا هناك حدوداً معروفة للمزاجية الطبيعية ويجب التفريق بينها وبين تغيرات المزاج الحادة، فتغير المزاج والانغماس بشعور معين أو أكثر لمدة (15-90) ثانية فقط ثمّ زوال هذه المشاعر بعد الإحساس بها بشكل كاف يُعتبر مزاجية، أما إذا زادت المدة الزمنية عن ذلك أو تملّكت هذه المشاعر من الإنسان بشكل قوي فلا يمكن اعتبارها عرضاً طبيعياً، وبشكل عام هناك العديد من الصفات التي تجمع معظم الأشخاص المزاجيين معاً، وتغير المشاعر حيث تتبدل مشاعر الشخص المزاجي بين المعنويات المنخفضة والتي يعبر عنها من خلال مشاعر التعاسة، وخيبة الأمل، والعناد، والكئابة، والعبوس، وإظهار الاستياء أو عدم الرضا، والمعنويات المرتفعة والتي تدل عليها السعادة والبهجة وغيرها .ويعد زيارة الطبيب النفسي المختص أمر ضروري لكي يحدد المشكلة المسببة للتقلبات المزاجية وعلاجهاحتى يتم وصف بعض العلاجات الدوائية لتخفيف حدة التقلبات المزاجية وعلاجها، كما ينصح الأطباء بتجنب المسببات التي تؤدي لهذه التقلبات والتقليل من تناول الكافيين لنتمكن من تخفيف حدة اعراض هذه التقلبات…