الأدب والشعر

المنزل المرعب 

بقلم : سميرالشحيمي

بقلم : سميرالشحيمي

في قرية نائية محاطة بالغابات الكثيفة، كانت تقف منزل قديم مهجور يُقال إنه مسكون. الأهالي يتجنبون الاقتراب منه، وتحيط به الأساطير والقصص المخيفة. كان يُعتقد أن من يدخل المنزل لا يعود أبدًا.

 

ذات ليلة، قررت مجموعة من الشباب الفضوليين استكشاف المنزل، متحدين الخرافات والقصص التي سمعوها. وصلوا إلى المنزل وكان القمر مكتملًا، ينير السماء بضوء باهت، وكان الهواء يحمل صوت الرياح التي تعوي بين الأشجار.

 

بدأوا بالتجول داخل المنزل، يتحسسون الطريق بمصابيحهم اليدوية. الأبواب تئن، والأرضيات تصرخ تحت أقدامهم. الجدران مزينة بلوحات قديمة تحمل تعابير مظلمة وألوان باهتة. كل زاوية كانت تبدو وكأنها تخفي سرًا مظلمًا.

 

فجأة، سمعوا صوت خطوات فوقهم. الصوت كان يتحرك ببطء، يتبعهم من غرفة إلى غرفة. الشباب تملكهم الرعب وقرروا الخروج، لكن الأبواب التي دخلوا منها وجدوها مغلقة. بدأت الأصوات تتعالى، وهمسات غير مفهومة تملأ الأجواء.

 

وفي لحظة صمت مفاجئ، ظهرت ظلال غامضة تتحرك على الجدران، وكأنها تحيط بهم من كل جانب. بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها، والأبواب تفتح وتغلق بعنف. الفزع انتابهم وقرروا الانقسام للبحث عن مخرج آخر.

 

واحد تلو الآخر، بدأ الشباب يختفون، كلما ابتعدوا عن بعضهم البعض، حتى بقي واحد منهم وحيدًا، يسمع أصداء أصوات أصدقائه تتلاشى في العتمة. في نهاية المطاف، وجد نافذة صغيرة مفتوحة وتمكن من الهرب خارجًا، مسرعًا نحو القرية دون أن يلتفت خلفه.

 

عاد إلى القرية شاحبًا، مرتعشًا، لا يستطيع الكلام. لم يُعرف ما حدث لأصدقائه، ولم يجرؤ أحد على العودة إلى المنزل المهجور للبحث عنهم. ومنذ تلك الليلة، أصبحت قصة المنزل المسكون أكثر رعبًا، وأصبحت الأساطير حوله تُروى بصوت خافت، والتحذير من الاقتراب منه أشد وأقوى.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى