جبين فلسطين المجروح


د.عبدالوهاب محمود الرعيني
مهلاً قف وأنتظر…دعني أرى .
هل يبدو في عينيك الضجر…
إلتفت يميناً أرى….
هل أصبت بوجنتيك…
دعني أمحو هذا الجرح …
بقبلةٍ ألثمها كي يندمل
جرحك وتعود إلى ما كنت عليه
في السابق…
لاجرح ينزف وجنتيك …
دعني أعاتب تلك الأصابع
التي خدشت ذلك الخد الأسيل…..
وأظهرت تلك الندوب على جبينك .وبين معقد حاجبيك ….
لم أكتفي….
سـأمزق الشخص الذي تجرء حين مد يده إليك…
تلك القلوب اقطعها من أجل ندب صغير….
وأحرق الأرواح حين تسطو بكلماتها على مقلتيك…..
لا ترتجي مني الوقوف …
لا الإنتظار يفيد جرحك….
أو يفيد حريق قلبي حين أثر في يديك ….
لن يعيد إليك العقد الذي ….
تناثرت حباته.
وخبأ ذاك البريق ….
لن يستطيع أحداً أن يثني.
يدي عن ذاك المعتدي
كلا ولا أخاف تربصٌ….
يثني عبوري في الطريق …
تلك الدروب مخاطرٌ ….
وأنا الذي عِفتُ الحياة ….
و وضعت وجهتي في جبيني ….
أنها أبدية المسرى ….
وقبلتي الأولى ….
ومسرى رسول الله بعد خروجه من البيت العتيق….
شَلة يد الأعداء من مناكبها ….
وقطعت أوصالهم ….
لم تكتفي يومياً بهم …..
بل كانت الأيام شاهدة …..
على ذاك الحريق ……
قد أحرقتهم وقطعت أوصالهم ودمرت عتادهم …..
حين جاؤا بالفيالق يستبيحوا الأرض يثنوا أهلها …..
ويذبحوا الأطفال كي يُرْكِعوا رجلاً مسناً في جبهة الدنيا …
ينادي حيّ إلى الرفيق …
قد غادر الأبطال منكبها زمراً…..
بعد أن سطروا تلك الملاحم…..
وغزوا على تلك السفوح قوافلاً..
على تلك الشهادة تزاحم …
لم يطلبوا عوناً …
فـ الله كان سنداً لهم وعوناً والرفيق …
تلك الجبال سيسجل فوقها التاريخ ….
بـأن الأبطال مروا ها هنا ….
كي يستعيدوا مجدهم …
ويحرروا الأرض المقدسة…..
من براثن يهود بوذا والصليب …
من إبن عاهرة جاء إلى أرض الكرامة….
يستحل سهولها ويستشري كالسرطان في الجسد العتيق
حيّ الى الرفيق ….
فهناك مأدبة تُقام وزخرفاً …..
وهناك ولدانٌ تمد بالكأس العتيق ……
خمراً وشرباً دائماً وأنهار جاريةً على ذاك الصعيد بجنةٍ….
قد عدها الرحمن لمن لا يخشى الممات على يد الأعداء
و أعدلهم غرفاً يتنادمون على الأسرّة يشربون ويرتوون ويرون وجه الله ….
الله ما أحلى الرفيق…..
الله ما إحلى الرفيق …..