قصة الصديقان… الفصل السادس


الكاتب فايل المطاعنى
دخل الاثنان الى بهو القصر.وكانت السيدة صفيه
فى انتظارهم ، أعدّت الشاي المغاربي الشهير، مع الحلويات اللذيذة ودار حديث ودي بينهما، ، وعمر يتحدث طرائف ومواقف تعرض لها كمحام ،بعد أن سألته منى عن مواقف التي يتعرض لها في مهنته،ثم أراد أن يستأذن بالذهاب،فهو مرهق ،ويريد أن يستمتع بالاجازة ويبعد قليلا عن أجواء العمل ، والمحاكم ،فقالت له منى:
حسنا هذه المرة سوف نسمح لك بالمغادرة، وقالت وآثار الاعجاب بدأت تظهر اثاره في عيناها: ما رأيك أكون دليلتك السياحية ، و في الوقت الذي تحب ، نذهب جولة ،في أنحاء المغرب ، حتى منذ وصلت لم أغادر جدران البيت، وهذه فرصة أنك موجود، وابتسمت وهي تقول سنكون ثنائي رائع، وقالت عيناها الكثير، ولم يستطيع عمر مقاومة هذا العرض السخي، وما كان ليرفض،فقد تسللت نسمات إعجاب بشخصيتها الجميلة و المتواضعة، فهي تمتلك كل مقومات الجمال المغربي،مغلف بالدلع الخليجي ،والذوق الباريسي. فقال لها : حسنات أنا موافق أيتها المرشدة السياحية. ونهض من مقعده لكي يصافح السيدة صفيه منصرفا
وانصرف ، عائدآ الى بيته، والأفكار تحوم فى رأسه، يحاول ، أن يصفف، و يرتب أ فكاره، وقد فتنته ، هذه الصبية ذات الأربعة و العشرون ربيعا، لدرجة أنه نسي أن يقول لها، متى موعد رحلتهم !
شعربشعور جميل يتسلل، إليه على استحياء وفجأة حل الحزن والغم مكان الفرح والسرور . جاء اتصال من صديقه محمد يعلمه بأنه قادم اليه وحينها غرق في دوامة الحيرة و الحزن الشديد : يا تري ما هذه الأقدار.التي أتت بي الى هنا !
★★★★★★
اول مرة يحزن عمر لوجود صديقه، وأحس بضيق، لأن محمد سوف يأتي واخذ ينظر من خلال النافذة، وقلبه يكاد يتفطر ألما و حزن، وهو يتذكر ملامح منى.
بدات الشمس ترسل أشعتها على استحياء، معلنة قدوم يوم جديد، سمع صوت هاتفه المتنقل، وقبل ان يجيب، أخذ يزمجر غاضبآ، من هذا المزعج الذي لا عمل له سوى إزعاج الناس، والاتصال بهم فجرآ
ولكن بعد أن رأي أسم المتصل، غير رأيه، واخذت ضربات قلبه يسمعها كل من في المغرب !!
فأبنة الكوس هي المتصلة
منى :صباح الخير عمر أنا اعرف انك تنهض باكر .
عمر : نعم ، صحيح ويكاد قلبه يخرج من بين أضلعه فرحا وابتسم: لا أستطيع أن أقول شيئا معك أقوي مخابرات، وهنا وجم قليلآ ثم أكمل حديثه :في إطار الحديث عن المخابرات، مخبرك السري ، سوف يصل غدآ، لقد اتصل بي يخبرني بموعد قدومه.
منى وبصوت مضطرب : أعلم فقد اتصل يعلمني أنه قادم،إلى المغرب للاطمئنان على صديقه الذي هو أنت . ويريد ان يعرفني عليك، لم يقل جئت لكي اراك، قال، جئت لزيارة صديقي وسوف جاء للسلام عليك، لم يقل شيئا جديد ، أو يقول كلام جميل يسعدني كأنثى.
أنت ومعرفتي بك قليلة، تخاطبني كأميرة وكلماتك تداعب قلبي ويكاد يطير بها طربا، فما بصديقك وهو من سأرتبط به و مصيري سوف يرتبط بمصيره، حاول عمر أن يخفف عنها، قائلا:لا عليك يا أميرة، السالفة وما فيها أنه لم يصارحك بحبه، محمد شاب طيب وشهم، وأن شاء الله هذه الزيارة سوف تسعدك، وتفرح قلبك الصغير و قال مازحا:الآن انت متصلة لكي تقولي لي صباح الخير أما لكي تحدثيني عن صديقي قالها بطريقة عفوية، جعلت منى تضحك بعفوية وتقول :
:لا اليوم سوف نذهب الى أغادير، ونقضي اليوم كله ابتسم عمر وبحركة مسرحية :اسمحي لي أيتها الفاتنة أن اكون مرشدك اليوم فقط، لن نذهب الى أغادير بل سنذهب، الى مدينة القنيطرة وتحديدآ المرسي، نأكل سمك مشوي ما رأيك؟
واضاف :وفي طريقنا سوف نعرج إلى قرية صغيرة اسمها شراردة بني حسن من جهة الشمال من القنيطرة سوف نذهب إليها ،وفيها مرسي ،جميل جدا ،المنظر عند غروب الشمس جميل جدا فما رايك؟
منى بدلع: أمم ،حسنا مافي امرأة بالدنيا ترفض ضيافة محام ،وليس اي محامي ،انه عمر بن عبدالله أيها السادة وضحكت منى وهي تقول : يعني راح أقضي اليوم بسعادة، فرح،ثم سكتت برهة ثم قالت:والدتي اعجبت كثيرا
بشخصيتك،قالت:شخصية عمر جميلة أسرة ،متفتحة شاب محترم ،واضافت وهي تتحدث بسرعة وكأنه الكلمات تخرج دون شعور منها والدتي صعب شاب يعجبها ،وتقول عنه كلام طيب ،وتسمح لي بالخروج معه،يمكن لأننا بالمغرب ،بعيدين عن أعين المتطفلين ،واصحاب القيل والقال،وسكتت فجأة ثم قالت وهي وضربات قلبها تكاد تخرج من سماعة الهاتف:الساعة الثامنة سوف ننطلق ،كن مستعدا. وقبل أن تغلق الهاتف قالت وبصوت فيها من الدلع والإعجاب الكثير: من أجلي من بخير. وخفق قلب عمر بشدة، و ارتجفت يداه ،واصبح قلبه يخفق وبشدة،ولم يترك الهاتف رغم أن المحادثة انتهت،ولكن ظل عمر ممسك بهاتفه وسؤال حائر يقول: ما هذه المشاعر التي داهمتني فجأة،ماذا تريد مني منى؟ والسؤال المحير لم تهتم كثيرا عندما علمت بموعد وصول محمد وأنه سيأتي إلى المغرب ؟؟؟! يتبع ……