الأدب والشعر

أمينة… سترونج اندبينديت وومن!!   

روان محمد الهتاري 

روان محمد الهتاري 

لا تستغربوا العنوان، أكملوا القراءة ثم احكموا.

أمينة هي شخصية روائية من نسج خيال الروائي الكبير نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين/ قصر الشوق/ السكرية). ثم تحولت أمينة من الورق إلى شاشة السينما، والتلفزيون، وأصبحت مثالًا اليوم للمرأة الخاضعة والضعيفة التي لا تملك أن تتنفس بدون إذن سي السيد.

كانت أمينة زوجة أحمد عبدالجواد الرجل العابس في بيته، الضاحك في بيوت العوالم!! المرأة اليوم التي لا تريد أن يتحكم بها رجل -في مصر خاصة- تصرخ قائلة: أنا مش أمينة يا سي السيد!!

كنت أراها كذلك عندما قرأت رواية بين القصرين، وشاهدت المسلسل التلفزيوني، ولكن نظرتي تغيرت تمامًا بعد مشاهدة مشهد من بضع دقائق في مسلسل عرض منذ سنوات اسمه الزوجة الرابعة، المشهد باختصار للمحامية كاميليا التي عُرفت بدفاعها المستميت عن حقوق النساء، وكانت تكرر جملة (أنا مش أمينة يا سي السيد) . مرت كاميليا بتجربة غيرت نظرتها تماما، فوقفت في مؤتمر -لا أذكر تفاصيله- وقفت تسرد على الجمهور حديثًا مطولًا عن المرأة ما أذكره قولها فيما معناه: جميعنا رأينا أمينة ضعيفة منكسرة ذليلة، ولكن لم نرَ العطاء الذي قدمته لكل من حولها. توقفت عند هذه الجملة طويلًا، صحيح أمينة الزوجة المكافحة التي ربت أبناءها، كما ربت ابن زوجها- بعد أن تركته أمه وارتبطت بزيجات فاشلة- ربته أمينة بكل حب دون التفريق بينه وبين إخوته. أمينة الزوجة التي وقفت مع زوجها رغم أنه لم زوجًا جيدًا لها، ولم يكن سيئًا على كل حال، كان بشرًا لا ملاكًا، ولا شيطانًا، له عيوب ومميزات. عامل أهل بيته بما يراه صالحًا لهم، ولو علم أساليبًا غير الصرامة لأبلى بلاء حسنًا، وللإنصاف كانت هناك مشاهد ظهز أحمد عبدالجواد فيها زوجا وأبا حنونا.

أمينة يوم طرق بابها ثائر شاب هارب من الإنجليز مستنجدا بها استقبلته، رق له قلبها، مع علمها بأن سي السيد سيقيم الدنيا ولن يقعدها، وببساطة كان ردها على سيل اتهاماته: أنا أم يا سي السيد.

ظلمت أمينة لفترة طويلة وذلك لسبب بسيط هو أننا غالبًا نقارن بينها وبين نساء اليوم! وذلك عين الظلم، فالحياة في أربعينيات القرن الماضي تختلف تمامًا عن حياة ما بعد الألفين، فكيف نقارن بين جيلين مختلفين، وبيئتين متباينتين كليًا!! إذا قارناها بنساء جيلها سنكون منصفين جدًا وستأخذ بامتياز لقب سترونج انديبينديت وومن. من السهل أن تصرخ في وجه من يعارضك، أو تطلق شعارات رنانة حتى في المواقف التي لا تستدعي تلك الشعارات، ولكن من الصعب جدًا أن تكون معطاءً ومتسامحًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى