الأردن: تهجير الفلسطينيين إعلان حرب على الأردن والمباحثات مع إسرائيل لصالحها فقط


ريهام طارق
صرح الدكتور عبد الرحيم معايعة، نائب أول لرئيس مجلس النواب الأردني، إن موقف بلاده واضح وثابت تجاه فلسطين، حيث يسعى في المحافل الدولية كافة لوقف العدوان على غزة وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في أرضهم.
وأضاف أن وقف اتفاقية الطاقة مقابل المياه جاء بعد مطالب شعبية ونيابية وهو ما استجابت له الحكومة، معتبرًا أن جميع الاتفاقيات بين الأردن وإسرائيل، بما في ذلك وادي عربة مهددة، في حال استمر العدوان وأصر الاحتلال على تهجير الفلسطينيين.
وأكد أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر مطروحة دائمًا، لكن عمان تعتبرها بمثابة إعلان حرب عليها، ومستعدة لخوض هذه المعركة دفاعا عن أرضها ووطنها
وأكد عبدالرحيم معايعة أن الموقف الأردني واضح منذ البداية، وسبق وأن حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قبل بدء الحرب، وفي أكثر من مناسبة، بشأن خطورة امتداد هذا العدوان وتوسع الحرب لتصبح إقليمية ومدمرة، وهو ما حدث بالفعل، وما نشاهده اليوم من دمار في غزة لم تشهده البشرية منذ أن خلقت، وبهذه الطريقة البشعة والوحشية، ووسط صمت العالم إزاء قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل، ما يحدث جريمة حرب لكن العالم يلعب دور الأعمى، لا يرى الأحداث أو يتجاهلها.
الأردن منذ البداية طالب بوقف إطلاق النار وسعى الملك ومن خلفه الحكومة ومجلس النواب في المحافل الدولية والعربية في محاولة لوقف هذه الحرب أولًا، ومن ثم إيصال المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء، وتوصيل رسالة مهمة أن يفهم العدو الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني له الحق في العيش على أرضه بسلام وأمان، وهو ما يتفق مع المبادئ والقوانين الدولية، وبدون تحقيق ذلك ستبقى المنطقة في صراع ونزاع مستمر، لكن من سيخسر فيها هي إسرائيل باعتبارها المعتدية على فلسطين.
و الأردن من أوائل الدول التي أعلنت سحب سفيرها من
إسرائيل، والموقف الأردني الرسمي يتجاوز حتى الشعبي، الموقف الشعبي والنيابي والحكومي والملك متفق على الوقوف للتصدي لهذه الحرب الشرسة وغير الإنسانية على قطاع غزة، والحيلولة ضد تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وطرد السفير كان مطلبًا نيابيًا وشعبيًا، ولبت الحكومة النداء حتى يفهم العدو رسالتنا.
نحن نختلف عن باقي الدول، لدينا 600 كيلومتر من الحدود مع فلسطين، والكثير منهم لهم أقارب بالأردن، والعكس، دمنا واحد وشعبنا واحد، ولا نفرق بين الفلسطيني والأردني، غير أن هناك وصايا الهاشمية على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ووجود القدس هناك والتي نعتبرها من أقدس الأماكن بعد مكة والمدينة، ثالث الحرمين الشريفين وبمشاركة هاشمية منذ عهود طويلة.
وأضاف: أن الأردن رفضت توقيع اتفاقية الطاقة مقابل المياه.. لأن
هذه الاتفاقيات لصالح الصهاينة والاحتلال، والأردن ليس بحاجة لها، ومع موجات النزوح والمعاناة من شح المياه تستمر الحياة، لدينا اكتفاء في الماء والكهرباء بالوقت الحالي، وبسبب الأمطار امتلأت معظم السدود بنسبة 30%، وإسرائيل تعتقد أن هذه الاتفاقية قد تغير موقف الأردن، الماء الذي نأخذه من هناك هو ماء فلسطيني تسرقه إسرائيل بفعل الاعتداء وتحكمها في مصادر المياه الفلسطينية، في النهاية ستكون هناك أبعاد لكن المتضرر الوحيد سيكون الاحتلال.
وأكد عبدالرحيم معايعة أن إسرائيل تسعى لعقد اتفاقيات مماثلة مع الأردن والدول العربية للتأكيد على فكرة التطبيع العربي مع الكيان، لكن في النهاية نحن لا نستفيد من هذه الاتفاقيات بشيء على أرض الواقع، وهي في النهاية حبر على ورق، وكان واضحا من الحكومة الأردنية ومجلس النواب والملك أنه إذا بدأ التهجير للفلسطينيين بمثابة إعلان حرب، وبالتالي كل هذه الاتفاقيات ستصبح على الرف ولا معنى لها ولا طعم، وتلغى جميعها، والجميع يعلم أن إسرائيل ليس لها أمان أو صدق، ودائما ما تنقد العهود، ولا يمكن تصديق روايتها، هناك أصوات إسرائيلية قوية في الشارع والكنيست تطالب بترحيل الفلسطينيين، وكان هناك العديد من المنشورات التي أسقطوها على رؤوس الفلسطينيين تطالبهم بالذهاب إلى الأردن ومصر، هكذا يفكر العدو دائمًا ويخطط، لكن المقاومة الحقيقية في غزة التي غيرت من مجرى التاريخ والأحداث أسقطت هذه الورقة.
وأكمل عبد الرحيم: نحن في الأردن نراقب جيدًا، ونعلم غدرهم ومحاولتهم للتحايل لتنفيذ هذه الخطط حال سنحت لهم الفرصة بالتدمير والتهجير، وفي حال سعت دولة الاحتلال إلى هذا التهجير نعتبره بمثابة إعلان حرب على الأردن، ومستعدون الدخول في هذه المعركة لحماية أرضنا ووطنا.
واختتم كلامه وقال: في النهاية الحرب القائمة أسقطت جميع الأوراق بيد إسرائيل، كان يعتقد العالم العربي أن لديهم جيش قوي لا يقهر، وما أظهرته المقاومة أنهم يملكون حكومة هشة وجيش ضعيف بدون الدعم الدولي كان سقطت منذ الساعات الأولى لمقاومة أبطال قطاع غزة، وجاء خطاب الملك عبدالله في القمة العربية في جده قويًا، وتحدث عن إدخال المساعدات، وهو ما حدث رأسا، حيث أدخل الأردن المساعدات للقطاع وأشرف على المستشفيات الميدانية التي يملكها في القطاع، لكن كنا نتوقع كجماهير عربية أن يكون هناك رد فعل أقوى من خلال القمة التي عقدت، حيث أن المخرجات كانت دون المستوى المطلوب من الشارع العربي، يجب أن يتم أخذ تحذيرات الأردن محل اهتمام، إذا استمر العدوان على القطاع ستأكل الأخضر واليابس، والمنطقة لن تهدأ أبدًا، لدى العرب فرصة سانحة للضغط على إسرائيل ودول العالم من أجل وقف الحرب وإعطاء الفلسطينيين حقهم في العيش الكريم بحرية على وطنهم، والتاريخ واضح، المقدسات الدينية في القدس المسيحية والإسلامية مع الهاشميين وهم أصحاب الحق، وهناك مثل هذه المفاهيم التي حاول البعض الحديث عنها مؤخرًا، لكن نقول إن القدس عربية وإسلامية لكن الوصاية الهاشمية جزء لا يتجزأ من القضية ولا يمكن التفريط فيها، فالقدس ملك للجميع والوصاية الأردنية تاريخية متجذرة، وعلى العرب الآن التوحد من أجل نصرة القدس وفلسطين.