حدثني عن الحنين


نهى عراقي
عادة يفتح لنا الحنين صندوق الذكريات فتنطلق منه رائحة الحب بكل لحظاته وأيامه وإبتساماته فأحن إليك رغم الأسى والألم الذي يسعدني.
الحنين هو الذي يدعوني لزيارتك يوقظني من نومي لأقضي ليلتي مع ذكريات لم تعُد.
حنيني هو الذي يضعفني تجاهك، رغم صلابتي يترك جسدي ويسافر مع روحي ملتحفًا بلهيب الأشواق يطلب منك الوصال لود قد قُطع.
إنه لمن المؤلم والموجع أن يسكن العشق قلوبنا وليس لأحدنا مكانًا في حياة الآخر، ونظل نحيا نتألم ونلاطم أمواج الفراق، وأطوف حول قلبك لعلُ حنيني يلمسه ويتسلقا سويا جدران الفراق
ويعبران جسوره.
كشف لي الحنين أننا لم نخسر من قلوبنا غير أوهامها والأحلام الخاسرة، وأماني عقدناها دون أن ندرك هل متاح مكان في حياتنا للآخر.
مازلتا نحيا على أمل تلك اللقاء الذي يشفي وجع الروح الغارقة في بحور الحنين ونغوص معه. وذكريات طويت على قارعة الأيام وتظل أنت مظلة الروح الغارقة في بحر عشقك.
وأعيش أنا على أطلال تلك اللقاء الخالد في ثنايا عقلي وقلبي، حتى ثيابي وحقيبتي ما إن وقعت عيناي عليهم إلا وانسكبت مدامعي، فهم شهدوا على تلك اللقاء الخالد.
حنيني إليك هو إحساسي الحنون الملتحف بعطر حروفك، هو لقاء تلاشى وحلم بعيد بعيد؛ مازال عطر ذكرياتهم يفوح في ثنايا حواسي.