زهرة النيل مجددا.. دعوات الى مكافحتها بطرق غير تقليدية


زينب على درويش
تحديات جمة تواجه العراق في ملف الجفاف، إذ لا يقتصر الأمر على شح المياه وحده، بل هناك عوامل أخرى من بينها انتشار نبات يُعرف باسم “زهرة النيل” على ضفاف نهري دجلة والفرات بكميات كبيرة، وبصورة تكاد تخرج عن السيطرة.
وفي هذا الشأن، يؤكد الخبير الزراعي خطاب الضامن على ضرورة مكافحة هذه النبتة في أسرع وقت ممكن.
وقال الضامن : “نبات زهرة النيل يُعَدّ من النباتات الضارة جدًا بالبيئة، كما أنه يتسبب في ضرر لمصادر المياه، وقد انتشر في العراق، خصوصًا بعد عام 2003، بشكل واسع في نهري دجلة والفرات، وفي المصبات الأخرى للأنهار، وفي مشاريع المياه”.
وأضاف أن “هذه النبتة تمتلك قدرة كبيرة على استهلاك المياه وامتصاصها، حيث يُقدر استهلاك واحدة من زهرة النيل بحوالي خمسة لترات من الماء يوميًا، وعلى هذا الأساس يُمكننا قياس حجم الاستهلاك المائي الذي تتسبب فيه هذه الزهرة المنتشرة بكميات هائلة في حوضي نهري دجلة والفرات”.
وأشار إلى أن “النبتة لها أضرار بيئية وبيولوجية تؤثر بشكل كبير على التنوع الحيوي في الأنهار، حيث تقلل من نسبة الأكسجين في المياه وتمنع وصول أشعة الشمس إلى الكائنات المائية سواء كانت نباتية أو حيوانية”، موضحًا أنها “تشكل تهديدًا للثروة السمكية بسبب تأثيرها على الغذاء المتاح في المياه. كما أنها تلحق أضرارًا في مجال نقل المياه ومرورها في القنوات، حيث تسد القنوات بسبب كثافتها وانتشارها الواسع في هذه القنوات”.
وبيّن أن “العراق يحتاج إلى وضع خطة استراتيجية لمكافحة هذه النبتة، والعمل تدريجيًا على إنهاء وجودها والتقليل من أضرارها في نهري دجلة والفرات والروافد وقنوات الري الأخرى”، مشيرًا إلى أن “وزارة الموارد المائية نفذت أكثر من حملة لمكافحة هذه الزهرة، ولكن تم تنفيذ هذه الحملات بشكل منفصل، ولم يتم تنفيذ حملة وطنية شاملة للقضاء على هذه النبتة”.
وتابع أن “الحملات الجزئية لا تساهم في القضاء على النبتة، فعندما تقوم الوزارة بإزالتها من مشروع زراعي معين دون معالجتها في المناطق الجغرافية الأخرى، ربما بعد أيام قليلة أو أسابيع أو أشهر ستنتشر بذورها وتعود مرة أخرى”، مؤكدًا “الحاجة إلى حملة شاملة على المستوى الوطني”.
وأشار إلى أن “طرق المكافحة المعروفة تشمل الطرق الميكانيكية، حيث يستخدم الفريق الهندسي في وزارة الموارد المائية المعدات الميكانيكية والرافعات والكرينات والحفارات لاقتلاع النبتة من جذورها وإلقائها خارج الماء”، منوهًا إلى أن “هذه العملية مكلفة حيث تحتاج إلى موارد مالية لشراء المعدات والوقود واليد العاملة، بالإضافة إلى تكاليف أخرى. كما أنه لا يمكن الاعتماد عليها على المدى البعيد، لأن هذه النبتة ستنتشر مرة أخرى عن طريق جريان المياه من الشمال إلى الجنوب”.
وبين أن “هناك طريقة مبتكرة للمكافحة تتمثل في الطريقة الكيميائية، حيث تم تطوير مادة كيميائية باسم (911) أثبتت فعاليتها في مواجهة هذه النبتة، وتحتوي هذه المادة على مكونات تقضي على بعض الكائنات الدقيقة الضارة وبعض المركبات الخاصة بزهرة النيل، مما يؤدي إلى قتلها وربما إبادتها خلال 36 ساعة”.
وأشار إلى “إمكانية تطوير هذه الطريقة والتعامل معها بالتعاون بين وزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة، وتوفير التخصيصات والكوادر والمعدات اللازمة لتنفيذ هذه الحملة”، مشددًا على “ضرورة تنفيذ حملة تشمل كل الرقعة المائية في العراق، بما في ذلك نهري دجلة والفرات، والمشروعات الري الفرعية ومشاريع مياه الشرب على أن تتبعها عمليات مستمرة للمكافحة والمحافظة لضمان عدم انتشارها مجددًا”.