أطفال فلسطين يتحدثون الآن إلي الله


ريهام طارق
يتحدثون الآن مع ربهم ويحكوا له كيف قابلوا أعظم مذبحةٍ جماعية، كيف جعلوا حياتهم فيلم خيالي مرعب و متوحش، تملؤه أحداث مأساوية، يتكلمون عن ما وصلت له الإنسانية من قسوة وبشاعة، كيف جفت قلوب البشر من الرحمة.
كيف سلبوا منهم الأمان وجعلوا كل ما حولهم نار ودمار وموت ولا يسمعوا غير صوت القذف، ولا يرون سوى مستقبل مجهول، مشوّه بالنكبات.
كيف بدلوا الحدائق إلى أرض لونها رمادي يغمرها التراب والأنقاض والنيران ، لا تشم فيها إلا رائحة الموت والجثث، كيف تبدلت أصوات الطيور ببكاء وصراخ الأطفال ، لا ترى إلا مناظر أشبه إلى فيلم رعب ، بشع لنهاية العالم.
سمعت طفله منذ قليل وهي تحت الأنقاض ، مع محاولات لإنقاذها وسالوها ماذا تريد قالت لهم ماء اريد ماء..سمعت صراخ طفل فقد عائلته بالكامل يطلب من الله أن يلحق بهم.. سمعت صوت أم تصرخ وتقول ماتوا الأولاد وهم جوعى، رأيت أب يحمل أشلاء أبنه، رأيت أم تجفف دماء إبنها من على الأرض وتقبله ، رأيت أطفالا قلوبهم خارج أجسادهم ، رأيت طبيب يخرج طفل من بطن أمه الشهيدة وهو يجري يحاول أن ينقذ حياته، رأيت زوجا يكتب على كفن زوجته بحبك يا عمري.
أصبحت وجوههم متشابهة لا تستطيع أن تفرق بينهم إلا بالأسم المكتوب على يديهم للتعرف على جثثهم، فقط لا تري في أعين الأطفال غير نظره مقهور يتسول أبسط حقوقه في الأرض التي وهبها له ربه .
أصبحنا لا نستطيع أن نكمل يومنا بالطريقة الطبيعية لأننا دائما نسمع أصوات صراخهم في آذاننا.
يارب أنت الحق ووعدك حق وكلامك حق وأنت وعدتهم بالنصر ونحن نؤمن بك وننتظر رجوع الحق.
هنيئا لمن نال الشهادة منهم، وارحم الأحياء بينهم فهم تحت رعايتك ورحمتك سخر لهم جنود السماء والأرض أنهم مظلومين ضعفاء لا حيلة لهم .