عشاق بلا موعد


وجنات صالح ولي
حين تعشق الأرواح من بعيد يحدث أحيانًا… أن يقع
أحدهم في إعجاب كبير بشخص لا يعرفه، لا لشكله،
ولا لصوته، بل لأسلوبه، لطريقته في الحديث،
ولباقته في صياغة الشعور.
فالكلمة حين تخرج من روح صادقة، تطرق قلبًا نائمًا
لم يكن يتوقع أن يستيقظ هكذا.
ويظن من يقرأ تلك الكلمات، أن هذا اللقاء بينهما لن
يكون من عبثيات الحياة،بل من تلك اللحظات التي
تكتُبها الأقدار بذكاء، دون ترتيب، دون اتفاق…
لحظة تتسلل فيها المشاعر من بين السطور، وتثير
شيئًا خفيًا في الداخل.
قد يُفتن أحدهم بك من خلال حرف…
وقد تُوقظ في داخله مشاعر أعتقد أنها ماتت،
فيرغب في الوصول إليك…
لكن المسافات تكون أعظم من الرغبات،والظروف
أقوى من الكلمات. ورغم امتلاكه حرية الردوالتعبير،
يبقى اللقاء متعذرًا، فتولد بينكما علاقة عاطفية غير
معلنة،حبٌ لا يُقال، لكنه يُشعر،عشقٌ بعيد… بأجنحة قريبة.
يصبحان عاشقين لا تجمعهما أرض،ولا تربط بينهما لقاءات،
بل تجمعهما المحبة الخالصة، والوجدان العميق.
تُكتب مشاعر خاصة، لا يعرفها أحد غير صاحبها،
مشاعر تُنعم بها القلوب في صمت،تتراقص بها
الأرواح في سكينة، ولا بأس بذلك…
فالعالم قد احتضن حب البعيدين، بهمسات عبر
الحروف،بلقاءات غير مرتبة… لكنها لم تكن عبثية أبدًا.