النسوية


روان محمد الهتاري
النسوية هي حركة اجتماعية تأسست في القرن التاسع عشر تهدف إلى الدفاع عن حقوق النساء والمساواة بين الرجل والمرأة في شغل المناصب والتعليم وغيرها من الحقوق، وقد شهدت المرأة تغييرا في وضعها وحصلن على حقوق حرمن منها ولكنها للأسف لا تسير في أتجاه ناضج وسوي نفسيًا، نلاحظ أن بعض الجماعات تعصبت للمرأة لدرجة أخرجتها عن فطرتها الأنثوية مما أدى إلى اضطراب في المجتمع.
نحن المسلمون نؤمن بأن الشريعة الإسلامية فيها كل ما يفيد البشرية وما يصلح لها لأنها جاءت من العليم الحكيم الذي خلقنا ويعلم ما يضرنا وما ينفعنا وأي شخص يتبع هواه لا بد أن يضل ضلالًا عظيمًا، ولأن الحركات النسوية تأسست في الغرب الذي يغلب عليه الحياة المادية نجدهم ضلوا كثيرًا عن الطريق الحق، وأساس هذا الضلال أن جعلوا مقياس نجاح المرأة تفوقها على الرجل، مثلًا الرجل يخرج لسوق العمل، المرأة أيضًا تستطيع العمل، الرجل طبيب ومهندس والمرأة أيضًا تستطيع أنه تكون طبيبة ومهندسة وربما أفضل منه، وصار كل همهم مساواة المرأة بالرجل في كل جوانب الحياة وإخراجها من بيتها للعمل بحجة أن المرأة لا قيمة لها إن لم تعمل وتثبت جدارتها! وتطور الأمر إلى التمرد على الدين باعتباره تخلفًا ورجعيًا ويظلم المرأة ونصوصه غير صالحة لزماننا… الخ فنلاحظ تمردًا على الحجاب وعلى الميراث وعلى كثير من الأحاديث التي فُهمت أنها تقلل من قيمة المرأة وذلك بالطبع ليس صحيحًا.
الشرع الحنيف لا يساوي بين الرجل والمرأة لأن هذا ظلم للنساء، فطبيعتهما مختلفة تمامًا، فُطر الرجل على العمل والجد، وتحمل أعباء الحياة خارج البيت من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، كما فُطرت على الأمومة والعناية بالبيت وأن تكون سكنًا لزوجها وأطفالها، وأي تغيير في الأولويات لكل منهما يسبب خللًا في الأسرة التي هي أساس تكوين المجتمع.
الإسلام لا يمنع المرأة من العمل إذا التزمت بالضوابط الشرعية، لكنه لا يجعل تفوقها على الرجل مقياسًا للنجاح بل أساس نجاحها هو تقوى الله سبحانه ورضاه، بإمكان المرأة المسلمة أن تصبح طبيبة ومهندسة ومحامية دون أن يكون همها الأول التفوق على أخيها الذكر-كما تحاول النسوية المتطرفة أن تصل إليه- بل تضع تقوى الله نصب عينيها، ولا ترى من أوامر الشرع قيودًا لحريتها حتى لو لم تفهم الحكمة منها، بل تلتزم بأوامر ربها كما هي.
في النهاية وجب التنبيه أن الحركة النسوية المتطرفة التي لا تقوم على مبادئ الشرع الحنيف تهدف إلى إخراج المرأة من فطرتها وبيتها، وذلك من خلال دعم الطلاق والعلاقات خارج نطاق الزواج والإجهاض والشذوذ وغيرها من الأمور التي لا يقبلها صاحب فطرة سوية، ولو كانت تهدف حقًا إلى إنصاف النساء لمَ لا نرى احتجاجًا على ما يحدث للنساء والأطفال في غزة من إبادة جماعية وعنف في سجون الاحتلال؟ كل نسوية تقاتل من أجل أن تستقل المرأة خارج نطاق الأسرة أو تختار حق الإجهاض وممارسة كل ما تريده أليس الأولى أن تقاتل من أجل حماية النساء اللواتي يتعرضن لأقسى أنواع العنف في غزة وفي غيرها من الدول التي تعاني من ويلات الحرب؟ لسنا ضد الدفاع عن حقوق النساء ولكن يجب أن يكون تحت مظلة الإسلام.