Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

الحلقة الرابعة..الحلقة الرابعة

السيد هاشم بن علي الكاف 

السيد هاشم بن علي الكاف 

دفنت أم علياء يالتّبني، وعم الحزن المكان وكان ياما كان وتم تبني الطفلة من قبل عائلة الصياد منصور، فقال لزوجته عندما كنت أنقذ الأم كانت تُتَمتِم وتقول أحمد ، أبو أحمد ، علياء فربما كانت علياء اسم هذه الطفلة، فأتفق منصور وزوجته تسميتها علياء،

 

أبو علياء وصل الهند وعند وصوله إذا هو يسمع عن رجل يسأل الركاب القادمين عن علياء وأمها وإذا ما سمع أحدًا عنهم أي خبر فذهب أبو علياء إليه فسأله ما خبرك يا رجل ! فحكى أبو أحمد قصة علياء وكيف وجدها و و و و الخ، وأخبره كذلك أبو علياء عن فقدها وعن القصة كاملة وكيف عرف عن أبو أحمد ذهابه للهند !

اليوم تعرف أبو علياء على من رعى ابنته وعرف أبو أحمد من هو أبو علياء تلك الطفلة الملقاة على الأرض يومًا من الأيام ، وكذلك تعرف الأب كيف سُميّت بنته بعلياء. فقرر أن يبقي هذا الاسم وعدم مناداتها باسمها الحقيقي كونها لم تعرف به ، وكذلك ظلت علياء علياء.

 

أبو علياء لم يُشفِ غليله برؤية علياء بل زاد القلق والتوتر، فقرر أبو علياء أن يبقى مع أبو أحمد وأن يكوّنوا فريقًا للبحث عن علياء وأمها ، وهكذا فعلوا !

 

ذهب منصور إلى البحر وعاد يبتغي رزقه، تاركًا علياء مع زوجته وابناءه، ذهب في رحلة صيد مع بعض الصيادين للبحار العميقة حيث السمك بأسراب كبيرة، وبينما هم في رحلته صيده إذا به يسمع نداء استغاثة من بعيد ولا يمن رؤية الأفق البعيد كون الضباب يغطي المكان ، ولكنه راح يتتبع إتجاه الصوت إلى أن رأى زورقًا قد تعلق في الحيد المرجاني وبه نفر من الصيادين، فقرُب منهم بحذر وقام بحمل أفراد القارب، وكذلك حاول سحب الزوق العالق ولكن كلما ازادادت قوة السحب كلما تضرر الزورق أكثر ، فقرروا أن يتركوا الزورق العالق في مكانه لعدم جدوى إخراجه كونه قد تضرر كثيرًا .

عاود منصور الإبحار بعيدًا عن الزورق المتضرر وراح يكمل صيده ، تبادلوا الحديث والقصص وتكلموا عن سبب ابحارهم فعلم منصور منهم خبر علياء وأمها ، فأخبرهم منصور عن قصته فقرروا جميعًا العودة لإخبار أبو أحمد بالخبر. وبالفعل حوّل أبو أحمد وجهته إلى أقرب ميناء وذلك للذهاب للهند . عندما وصلوا طلب منصور من فرقة البحث النزول والذهاب للهند لإخبار أبو أحمد ، فأنزلهم منصور وعاد لرحلة صيده .

 

منصور لم يخبرهم عن عنوان بيته بل أخبرهم عن الجيرة والكوخ ، وذلك حرصًا منه ليتأكد من صحة خبرهم حماية لعلياء !

 

بدأ فريق البحث رحلة العودة للهند وبالفعل وصلوا واخبروا أبو أحمد وأبو علياء بالقصة والأخبار السعيدة.

 

فقرروا أن يذهبوا بعد يومين إلى أن تهدأ العاصفة وينجلي الضباب .

 

كان فصل الشتاء قد حل باكرًا وبدأ الطقس في البرودة والجزيرة التي كانت تسكنها علياء وانخها قد امتلأت بالصيادين ودبت الحركة فيها.

 

مضت اليومين فأخذ الآبوين زورقًا ومعهم وعدد من الأفراد ليساعدوهم في رحلتهم، وفي الطريق يمرورن بمركب البحث المعلق ويقرروا أخذ باقي المعدات والمؤن منه، تم أخذ كل ما يحمله الزورق العالق ، وانطلقوا إلى وجهتهم لأخذ علياء ويستمر إبحارهم .

 

منصور كان قد ملئ زورق صيده سمكًا وهاهو ينطلق لبيعه وتوزيع المكاسب ثم العودة منتظرًا رحلة أخرى .

 

التقى منصور بأبو أحمد وأبو علياء في البحر فقرر منصور كعادته الذهاب للجزبرة ليرتاح من تعب السفر في كوخه عدة أيام ثم يذهب إلى بيته بعد التأكد من صحة قرابتهم الخ، عرض الفكرة على الأبوين فرحبوا بالفكرة .

ذهبوا جميعًا لتلك الجزيرة وذهبوا للكوخ، وبدأ منصور بضيافتهم وقرروا أن يتسامروا على أطراف الجزيرة تحت ضوء القمر، فأخبر منصور أبو أحمد وأبو علياء عن المرأة التي توفت وعن ما قالت قبل وفاتها، فعلم الجميع اسم تلك الطفلة “علياء”.

وبينما هم كذلك يضحكون ويلعبون ذهب منصور لقضاء حاجته وعند عودته علق بفخ صيدٍ كان قد نصبه الصيادين ولكنه أصاب منصور في شريات الرجل اليسرى وراح ينزف، فأخذ في الصياح مناديًا اصدقاءه لينقذوه ولكنهم لم ينتبهوا للنداء. بعد فترة تفقدوا بعضهم فإذا بمنصور غير موجود ظنوا أنه هرب منهم أو ذهب للنوم في الكوخ.

منصور من اصابته البالغة وفقد دمًا كثيرًا وأصبح النزيف نذيرًا لموت مؤكد، لم يستطع منصور الخروج من الفخ ولم يستطع إيقاف النزيف.

ويستمرون في البحث عن منصور فوجدوه أخيرًا مستسلمًا لجروحه، فقد سبب هذا الفخ له بالتسمم والنزيف وجرح كبير غائر، حاولوا انقاذه ولكن ساعته قد حانت قبل انقاذه ” إنا لله وإنا إليه راجعون” كانت هذه كلمات الحضور.

 

 

كيف لعلياء أن تلتقي مع أهلها وذويها فكلما قربت يومًا بعُدت أشهرا .

 

هكذا تتوالى الأحداث تباعًا وتستمر معاناة علياء ولا زال البحث مستمرًا ، فهل تعود علياء لأحضان أبوها ؟! أم تبقى مع الذكريات المؤلمة.

نلتقي في الحلقة الخامسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى