التدخل في شؤون الآخرين


الكاتبة:ندى فنري
التدخل في شؤون الآخرين .
لا يوجد في الدنيا أجمل
و لا أحلى، ولا أروع ،و لا أنقى من الشعور بالحب .
هذا الشعور يجعلنا في بعض الأحيان متابعين لمن نحب .
أو قد يكون هناك غيرة
و حقد دفين،بيننا و بين أشخاص معينين،في المجتمع ، أو من أفراد العائلة ، أو من الزملاء المتواجدين في محيطنا مما يجعلنا نبقى بالقرب لمتابعة تفاصيل حياتهم بعمق .
حتى أننا في بعض الأحيان، نحاول التدخل في شؤونه و توجيههم و هذا يعتبر أمر سلبي في بناء لعلاقات .
من تدخل بشؤون فيما لا يعنيه نال شيئاً لا يرضيه .
إن معرفة حياة الناس بالتفصيل، يتعبر تطفل يثير الإزعاج، و يثير الكثير من المشاكل .
لو يهتم كل منا بشؤونه
و مصالحه فلا يضيع وقته
و يهدره في معرفة أخبار الناس و استغلال هذا الوقت في العمل و العبادة لحقق النجاح بفعالية أسرع .
بعض الناس يعيشون في نفوس الناس، أكثر مما يعيشون في نفوس أنفسهم ، و هذا النوع من البشر علينا معرفة كيفية التعامل معهم
لقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص المتدخلين في شؤون الآخرين، عندهم بعض الشعور في النقص
و هم بحاجة إلى تقدير المجتمع .
هل تعلم أن معرفة أسرار الناس تسبب تعب نفسي !!!!
ربما لأن الشخص قد يرى أو يسمع مالا يرضيه من هؤلاء الناس ،سواء كانوا أقرباء، أو غرباء، و قد يتعرض لمشكلات عديدة معهم،
و خاصة عندما يساهم في تصحيح مسارهم و انتقاد عيوبهم.
لا يمكن للبشر معرفة سرائر القلوب و ماتخفي الصدور.
إن الأفكار و المعتقدات خيار شخصي و الشخص المتطفل لا يحترم خصوصية الناس فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الآخرين وويل لمن شغله عيبه
و تفرغ لعيوب الناس فلن يشعر بالسعادة .
نحن نعلم لكل إنسان ظروفه التي لا نعلم عنها و هناك احتمال توبة
و صلاح و قد يصبح أفضل منك .
كيف نتعامل مع الحشريين ؟
يجب علينا توجيههم من خلال التوضيح لهم المساحات التي مسموح لهم الدخول فيها ، و قد يحتاج الحشريين إلى ارشاد و مساعدة حتى يتم إعادة ترتيب أفكارهم.
علينا عدم الدخول معهم بخصومة أو عداء تجنباً لردود أفعالهم السيئة .
لابد من التحدث معهم بلطف،و تقليل العلاقات قدر الإمكان ،حتى يفضل عدم الاحتكاك بهم لأن بعض المتطفلين يشكلون خطورة إذا كانت نواياهم سيئة من جراء تدخلهم لمعرفة المعلومات و الأسرار الحساسة، بهدف استغلالها .
لا ننسى أن من أسباب التدخل في شؤون الآخرين قضاء وقت الفراغ و التسلية
و لو شغل الإنسان نفسه بما ينفعه في دنياه وآخرته لكان أنفع له .
لو تعلم نصف البشر ، عدم التدخل فيما لا يعنيهم لعاش النصف الآخر بخير .
يقول ابن الجوزي :
من قطع فضول الكلام ،
بشفرة الصمت ، وجد عذوبة الراحة في القلب.