Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

جرح لا يطيب

سيد جعيتم

سيد جعيتم

تحرصُ على الإحتفاظِ بلُفافةٍ لا تغادرُ جيبَ جلبابِها، لا يسألُها عنها، بناء على نصيحة الطبيبُ فاضطراب سلوكِها الجسدي والعاطفي من أثر صدمةٍ نفسيةٍ مروا بها، لكن يجب عليه الاحتراس.

ليلة سوداء غابت شمسها خلف الأفق وأرخي الليلُ سدوله قبل موعده.

انفطرت السماءَوانهمر المطرُ غزيرًا يصاحبه رعدٌ وبرقٌ، الطريقُ الموصلُ لقريتهِ طريقٍ فرعيٍ موحلٍ، نصح زوجتهُ الراكبة خلفهُ علي دراجتِه البُخارية:

– تمسكي جيدًا.

ـ يداهمني شعور بالخوف.

– لا تخشِ شيئًا، نحن على مشارف القرية.

سار ببطءٍٍ بين الحقولِ ، الطريق خال من البشر، تتراءى أشباح الأشجار كأنها رؤوسُ الشياطين.

تنبه! شيءٌ ما يسدُ الطريق انقبضت نفسُه واستشعر الخطر، استدار ليعود من حيث أتي.

اعترضوهم ثلاثة ذئابٍ بشريةٍ ملثمي الوجوه، مسلحين بالهرَاوات والأسلحة البيضاء، توقف مرغمًا.

ـ انزلوا …

احتضنت ظهرَه بخوفٍ.

اثنان من الرجال يشلون حركته، يقاومُ بكلِ ما أوتيَ من قوةٍ، وخزه أحدهم بمطواةٍ في جنبه، سقط مدرج في دمائه، جسم أحدهم فوقه.

أمسكوا بزوجته، سال لعابُهم، لم توقفْهم بطنُها المنتفخةُ.

حاولت الهروب، أمسكَوها، لطمها أحدهم بشدة، سال الدمُ من أنفِها وفمِها.

أرقدها عنوةً فوق الأرضِ الموحلةِ، جثم أحدهم فوقها كالثورِ الهائج ، أنشبت أظافرها في وجهه .

خارت قواها، بكت، استرحمته، ظلت رددت بصوت عالٍ

ـ يا رب.

قلوبُهم كجولمودِ صخرٍ.

مقيد يشاهد زوجتَه، تتعري وسكينٌ موضوعٌ فوقَ رقبتِها، تصرخُ وتئنُ، جُن جنونه، حاول فك قيده، أسكتته ضربةٌ قويةٌ علي رأسهِ.

جثم أحدهم فوقها، بصقت في وجه الجاثم فوقها، لطمها، غطت الدماءُ وجهَها كله، خنقتها رائحتهُ الكريهة ، ظلت تقاومه، استعصت عليه .

أفاقَ، تلقى ضربةً شديدةٌ على صدرهِ، اختلط صوتُ فرقعةِ ضلوعِه بصوتِ زوجتِه التي ضعُفَ أنينُها وما زالت تقاوم، انفجر بركانُ دمٍ من فمِه، تمني أن يموت ، لكن الموتُ استعصي عليه.

نجدة السماء، سيارة بها بعض أهالي القرية، أمسكوا بالجناة.

قال الطبيب للمحقق:

– حالتهُم لا تسمحْ بأخذِ أقوالِهم.

التقط صحفيٌ الخبرَ، صدرَت جريدتُه في اليومِ التالي عنوانها:

اعتداءُ ستةٍٍ من الأشخاصِ علي سيدةٍ لعدةِ ساعاتٍ أمامَ أعينِ زوجِِها، هتكَ سترَهم.

 

الشفاءُ الجسديُ لم يشفِ الألم النفسي، يتلافون تلاقي أعينهم، انفصلا في المرقدِ.

تثور لحد الهستيريا لأتفه الأسبابِ.

نصحه الطبيب بأن يتحمل حتى تمر المرحلة الحادة.

احتقرَ الناسُ آلامَهم و مشاعرَهم، نظراتُهم طعناتٌ تعمق جروحَ روحيِهما نصحه أبوه:

ـ طلِقْها يا بني وريحنا من كلام الناس.

فرَ بزوجتِه لأرضٍ لا يعرفْهم فيها أحدٌ.

نامَ بجوارها، لمست يدَهُ ظهرِها، مدت يدها أسفل المخدة، استلت من اللُفافة ما تدافع به عن نفسها.

بقلم: سيد جعيتم

جمهورية مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى