الأدب والشعر

الجميلة جميلة

سمير الشحيمي

سمير الشحيمي

الجزء الثاني
الفصل الرابع والاخير

(يحيا الملك المخلد فايز…يحيا الملك المخلد فايز) وهو محمل على كرسي على أكتاف الشعب وهم يهتفون بأسمه ثم استيقظ من منامه، إلتفت فايز حواليه ثم اعتدل بجلسته وتنهد وقال يكلم نفسه : والله خوش حلم عسى أنه يتحقق من أحصل على تاج الألماس اللي مع الجماعه اللي كان معاهم موسى وأسيطر على شعبهم أقدر أحرك جيوشهم للمملكه بأعماق البحر وانكس رأسهم بالقوة ومعاي التاج الملكي خاص ببمملكتهم وقتها بكون حكمة الأرض والبحر وعيش مخلد وأنتقم لحبيبتي سنسان.
نهض فايز من فراشه ببطئ وشرب ماء كان الوقت يشارف على غروب الشمس قال : شكل القيلوله اللي خذيتها كانت طويله وماحسيت بنفسي وراحت العصريه علي.
دخل المطبخ وطلع خبزه وأكلها بعده قال : وين هذا بعد موسى الغبي تأخر ماوصلني شي منه وماعرف متى نتحرك الوقت يمر.
وماهي إلا دقائق وصوت طرق على الباب راح فتح الباب كان فتى صغير قال له : عمي فايز يقولك عمي التاجر موسى البضاعه بتكون جاهزه للتحميل بعد نص الليل خليك جاهز الليله.
وراح الفتى وصكر فايز الباب وقال هو يبتسم : أخيراً قرب اليوم المنتظر، قال شو التاجر موسى راح انشوف يا موسى لين متى بتظل تاجر. وضحك الضحكة الشريره.
وفي منتصف الليل توجه الرجل العجوز فايز إلى شاطىء البحر ووجد موسى ينتظره بالقارب وقال له موسى : هلا بيك جيت على الوقت يالله غايته قبل عن تشرق الشمس وحد يحس فينا.
فايز : لا تحاتي راح نتحرك بس أنت خبرت حد أنك طالع معاي؟
موسى : لا ماخبرت حد ولا أهلي خبرتهم بس قايل حقهم الفجر بيكون عندي بضاعه أجيبها من قريه ثانيه وراح أتأخر عشان مايحاتوني.
فايز : زين سويت.
وتحرك القارب وظلوا مبحرين بالبحر إلى شروق الشمس ومن اطأشتد الحر وأرتفعت حرارة أشعة الشمس توقفوا بعرض البحر ونصب موسى قطعة قماش تحميهم من أشعة الشمس ووضع موسى وفايز أكلهما أمامهما وبدء بلأكل ولاحظ موسى بين أغراض فايز صندوق صغير مزخرف وبه كتابات غير مفهومه وقال لفايز : هالصندوق وايد شكله حلو وغريب شوفيه؟
أخفى فايز الصندوق الصغير جيدا بين أغراضه وقال برتباك : هذا صندوق هديه من زوجتي المتوفاه.
موسى : الله يرحمها بصراحه شكله غريب وعجيب إذا حاب تبيعه مستعد أشتريه من عندك أحب أجمع نفس هاي المقتنيات الأثرية.
فايز : هذا لو تدفع فيه كل عمرك ماراح توفي ثمن هالصندوق.
موسى : كيف يعني مافهمت؟
فايز : اقصد إن هالصندوق غالي علي كثير ومن ريحة المرحومه ولو أموت جوع ما أفرط فيه.
موسى : أهنيك على حبك لها بس شو داخله؟
فايز : أشوفك وايد تسأل على العموم داخله شي يذكرني فيها وهو آخر ما بقى من ذكراها.
موسى : أنا آسف واسمحلي إني ازعجتك بسؤالي.
وصمت الإثنان وبعد الإنتهاء من الأكل وأخذ قسط من الراحة اكملى مسيرهم في البحر حتى انسدل ستار الظلام وقال فايز : كم يبالنا عشان نوصل؟
موسى : خلاص هانت باكر بالكثير راح نوصل بس راح ندش عليهم بليل.
فايز : ليش يعني بليل؟
موسى : فيهم طبيعه لما يكون القمر ما مرتفع بالسماء تقل حركتهم ونظرهم يصير ضعيف.
وأخرج موسى ملابس سودا وأكمل حديثه : وهاي الملابس لما راح نلبسها راح تساعدنا نتسلل داخل مملكتهم من دون ما يحسوا فينا ونوصل حتى لين غرفة الملكه وتاجها.
لمعت عين فايز وقال : بس حلو عز الطلب خلاص عيل شو رأيك نرتاح وباكر نكمل.
موسى : تمام عيل.
توقفوا وأكلوا عشاهم وناموا لكن العجوز فايز لم ينم بل كان يدعي بإنهم نائم إلى أن تأكد من نوم موسى قال في نفسه : جى الوقت اللي اتخلص منه هالغبي وأكمل باكر طريقي دام عرفت البقعه فأحسن شي اعقه بالبحر ويموت.
أقترب منه وفجاءه هجم على موسى قاوم موسى ولكن قوة فايز البدنيه بفضل التاج الملكي تغلب على موسى ورماه بالبحر وغرق موسى وتركه يموت وبعدها بالصباح الباكر أنطلق فايز بالقارب يكمل رحلته حتى وصل إلى العلامه التي وضعها موسى لموقع المملكه وأنتظر إلى الليل ومن أظلمت السماء لبس فايز الملابس السوداء التي أحضرها موسى وتجهز لنزول إلى الجزيرة التي بها المملكة ولكن فجأة ظهر موسى من البحر وهو فوق إحدى الأسماك العملاقة فتفاجئ فايز وقال موسى : إنت بالفعل غدار يا العجوز.
فأحاطت الأسماك القارب من كل جهه فخرجت تطير فوق سطح البحر الملكة جميلة ومعها حرسها وقالت : وأخيراً يا فايز وأخيراً بعد 100 عام قدرنا نخدعك واللحين بنرجع التاج الملكي لمملكتنا.
فايز : الويل لك يا موسى ياويلك ماراح تقدري تاخذيه مني بسهوله سحب الصندوق وفتحه بسرعه وأشر بيده ونطق كلمات بلغة الجن وظهر بيده سيف وهجموا عليه الحراس ودار بينهم معركه قويه وتدخل موسى قفز للقارب وسحب الصندوق وصرخ عليه فايز ورمى موسى الصندوق لجميله بنفس الوقت طعن فايز موسى طعنه قاتله وامسكت جميلة الصندوق ولبست التاج الملكي وثارت الأمواج وعلت وظهرت الحيتان العملاقه وأشارت بيدها جميلة للحيتان بإبتلاع القارب وحبس فايز بجوفها ثم أمسكت بموسى وكان يلفض أنفاسه الأخيرة وهو يقول : الحمدلله رجع الحق لأصحابه.
وغمضت عيناه.

نسمة الفجر الناعمه والهواء العليل يدغدغ خد موسى الذي فتح عينيه ببطئ واعتدل بجلسته اللتفت يمين يسار وجد نفسه على شاطىء البحر بقريته وضع يده على مكان الجرح لكنه شفي منها فأتاه صوت من خلفه : الحمد لله قدرت أنقذك بفضل الله وقوة التاج الملكي.
اللتفت موسى إنها جميلة بكامل إطلالتها الملكية والتاج الملكي على رأسها وقال : شكلك وايد حلو يا الملكة جميلة.
جميلة وهيه تبتسم : أشكرك ونيابة عني وعن شعبي أشكرك لأنك ساعدتنا باسترجاع ارثنا.
موسى : سويت اللي أقدر عليه صحيح كيف بخصوص العجوز فايز ؟
جميلة: هو بسجون مملكتنا وراح يتحاكم وماراح يرجع لكم.
فايز : تمام.. بس … ولم يكمل حديثه اختفت جميلة.
وبعد عدة أشهر بعد العشاء قال الفتى الذي يعمل مع موسى : كيف عمي اصكر المحل خلاص؟
موسى منشغل بدفتر الحسابات: لا خلاص روح أنته انا بصكر المحل دير بالك على نفسك.
وراح الفتى وظل موسى يدقق على حساباته وفجأه صوت جاه : ممكن عدس وبيض ؟
موسى يرفع رأسه كانت الجميلة جميلة وهيه تبتسم.

انتهت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى