هل لازال للتلفزيون موقعه بيننا ؟

تم أختراع التلفزيون عام 1928،أو في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين ، عندما اكتشف جاكوب بريزيليوس مادة السلينيوم ، و هذه المادة تنقل التيار الكهربائي اعتماداً على كمية الضوء التي تتعرض لها .
و في عام 1872 لاحظ عامل التلغراف بالصدفة أن خاصية السلك في توصيل الكهرباء تختلف عندما تتعرض لضوء الشمس ،
و السبب هو تحول الضوء إلى إشارة كهربائية ، و لقد مهد إلى فكرة ، جاء بها المهندس الفرنسي موريس لوبلان لاستخدام هذه الخاصية ،كان ذلك في عام 1880 عندما كتب ورقته العلمية الشهيرة كنص في صفحة ، سطراً بعد سطر ، و بث هذه الإشارات تباعاً ، لتكون مثل صورة تعرض جزءاً جزءاً حتى تكتمل .
و لم يتمكن هذا المهندس من صنع هذه الآلة, حتى جاء بعده بول نبكو الألماني، الذي صنع قرصاً دوراً يسهل تلك العملية ، كانت هذه البداية ، تلفزيون ميكانيكي ، ندير القرص الذي يعكس الضوء، و يحوي خطوطاً رسمت من مركز القرص إلى محيطه الخارجي فتتحرك هذه الخطوط لتعكس الصورة التي نريدها بتمرير الخطوط عليها لتسقط على عين المشاهد .
و إن ما جاء في بدايات التلفزيون يستحق ان نلقي عليه نظرة .
أصبح التلفزيون عادي عام 1950،وكان وقتها الراديو منتشر بشدة،و كم كان هناك حاجة لتحويل طاقات و خبرات و مهارات العاملين في مجال الراديو إلى التلفزيون .
كان على الممثلين و المهرجين التقدم لوظائف التلفزيون ،و انتقل كل شيء إلى مجال التلفزيون ليغطي كافة الأخبار الفعاليات
و التمثيليات و المباريات الرياضية.
و كانت أكثر البرامج التي تدر المال لشركات التلفزيون أن تحضر شهيراً من الهزليين ليظهر تكراراً على الشاشة ، بحكاية جديدة كل حين .
كما كانت فكرة المسابقات فكرة مدهشة و محبوبة ، جعلت المشاهدين يتخيلون أنفسهم يكسبون المال بحلهم للأسئلة المطروحة .
أصبح هناك راع رسمي للبرامج، و أيضاً كان الراعي يسوق لمنتجات فكانت تباع بكميات كبيرة و هنا ظهرت الإعلانات.
و مع مرور الوقت لم تعد البرامج تستهوي المشاهد فأصبح الحاجة للأخبار، و كان ذلك في منتصف الستينات ، و كانت محل اهتمام الناس فانخفضت
مساحة الدعايات، و الإعلانات لتصبح أقصر و مقتصرة كما نراه اليوم .
و بعدها تطورت البرامج و توسعت الاهتمامات الجادة منها و المسلية ، في نهاية الستينات و تطورت التقنية ، و الأجهزة و أدوات التسجيل و البرامج و المونتاج و الإخراج و ما إلى ذلك .
لم يخسر التلفزيون موقعه إلى اليوم ، لكن لم نعد نهتم بمواعيد البث مع انشغالنا بترتيب يومنا و أجندتنا ، لأن مع التطور أصبح سهل علينا ، إعادة مشاهدة البرنامج المختار بالوقت المناسب لنا .
أيضا لقد اخترعنا أساليب حياة و تقنيات جيدة ، لحل مثل هذه المشكلات .
لكن ما يزاحم التلفزيون في زمننا هذا وسائل التواصل الاجتماعي ،فبعد أن كنا نجتمع حوله ، لمشاهدة المقابلات ،و المباريات
و المسرحيات و نلتقي عبره بالمشاهير، أصبح لكل منا طريقته الخاصة في متابعة الأحداث من خلال اليوتيوب .
و حتى مع جودة الشاشة و الصوت ،استغنى البعض عن التلفزيون ، و أصبح يتابع البرودكاست ، و هي برامج صوتية ترفع على الانترنت .
أشارت الدراسات أن الأشخاص أصبح عدد الذين يشاهدون التلفزيون بشكل معتدل مقارنة بالماضي ، وأخذت وسائل التواصل الاجتماعي الاهتمام الأكبر ،
و خاصة في حالات الأرق ،أصبحت تفي بالغرض ، رغم أننا ننصح بالابتعاد عنها قبل النوم بساعة تقريبا ، و حتى البعد عن التلفزيون أيضاً قبل ساعة من ميعاد النوم ، لنوم هادئ و مريح .
في النهاية يعد التلفاز أكثر وسائل الاتصال الجماهيرية أهمية،وتأثيرا نظرًا لما يتمتع به من خصائص ومميزات يتفوق بها عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى ،والتلفاز يقدم مواد مهمة عبر قوالب وأشكال متعددة ومتنوعة و لا زال له مكان ضمن اهتماماتنا .