عن أنثى اكتب


يعقوب السعيدى
لَست إلا مُحارباً فُتن بالحُسن وغسل روحه تحت شلالات الجمال، وها أنا الآن أقف في مُقدِّمة حروفي وأنا مُدَجَج بالكلِمات لأُقاتِل في صف أُنثى، أخوض حربي الأولى بكُل ما أوتيت من حُب، أخوض هذه الحَرب الطاحنَة بقناعة تامَّة، أحارب في صف هذه الأنثى دفاعاً عن تورُّد خدَّيها واحمرار شفاهها ودفاعاً عَن عينَيها المُكتضَّة بالكُحل وعن شلالات الشعر المُنحدِرة من أعلى رأسها، كُل هؤلاء مُقدَّسات لا أتنازَل عنها وأقسِم أنِّي لَن أُساوِم في ابتسامَة واحدة من ابتساماتها، أو أفرِّط بغمزَة من غمزاتها، ووالله لو وضعوا قصر غمدان في مأرب وعرش بلقيس في صنعاء ماتنازلت عنها قَيد أنمُلة، ولو أن رموشها وُضِعَت في كفَّة وجيوش العالم في كفَّة فأقسم أني سأرمي بجيوش العالم خلف ظهري وأقِف جُنديَّاً في صفوف رموشها، وحدها هي من تمثِّل وطني وحدود جُغرافيتي المُمتدَّة من أخمُص قدَميها إلى أعلى خمارها، هذِه الأُنثى هي وطني الأوحَد وإمبراطوريتي الوحيدة الَّتي سأفتديها بروحي وسأرفع راياتها في كُل هضاب وشوارِع وأزِقَّة قلبي وأنا أردِّد برَّع يا سنجل برَّع