اعتذار


ريم العبدلي ليبيا
عاشت ندى وكأنها وحيدة ، محاولة أن تندمج مع المحيطين بها ولكنها لم تستطع؛ فهى لم تتعود منذ طفولتها على تلك الأصوات العالية الممقوتهة التى تهاجم الغير بغير حق، و لأنها تربت على احترام الغير ، احتارت ماذا تفعل ، فقد أتعبها التفكير ، فقررت أن تهجره، معلنة اعتذارها لنفسها عن تحملها لكافة الصدمات من هذا المحيط البائس ، وأن تضع حدا لمن حولها ،
وضعت نفسها داخل أسوار الصمت ، وكأنها لا ترى ولا تسمع.
وذات يوم كاد أن يقف قلبها ، بمداهمة تفكيرها وبيدها سكين تقطع الفاكهة، وما أن ابتعدت بالتفكير إلا ويدها كادت أن ترحل مع عقلها ، حينما جرحت نفسها جرحا بليغا ،
ندى البالغة من العمر سنين الألم أصبحت تفتقد لصحتها وهى تكابر عثرات الحياة ، لعلها تستطيع أن تلملم ثغرات الألم وتبني حياة أفضل ووقتا أفضل وإن كان اليأس من تأمين ذلك، أصبح الأقرب إلى نفسها بقلب يتألم بغصة الأيام.