يوم تحت شجرة النيم


فاطمة العامري
أخبرتها بأنني كاتبة مزاجية ولا أحب التدوين ، برغم من ازدحام المفردات في رأسي إلّا أنني لا أحب التدوين ولا الكتابة مهما حمل ذهني وعصفت به المفردات .
فقالت أن لديها طريقة مفيدة جداً في استجداء واستحضار المفردات وتفريغها على السطور، ولها أيضاً طقوس خاصة لابد من عملها حتى تقوم بالتفريغ، همست لها في أذنها وماهي هذه الطريقة ؟! لعلني اجد فيها الهُدى لطريق التدوين والكتابة.
قالت لي وهي تبتسم بسيطة ، كوني لوحدك وارتشفي فنجان من القهوة ليعدل لك المزاج المهترئ الذي تملكينه.
فقررتُ أن أمشي على خطاها..
وبدأتُ أبحث عن مكان يسوده الهدوء والسكينة ألجأُ إليه بعد أن صنعت لنفسي قهوة من البن الهرري ، ولم أجد هذا المكان إلا تحت ظل شجرة النيم العتيقة التي في فناء عمتي ، فتوجهت إليها وأنا أتأبط مدونتي وأوراقي وبيدي قهوتي وكلي أمل أن أجد ما أردته ،بعد وصولي إليها فرشت قطعة خوص ووضعت عليها أوراقي وقهوتي وهممت بالجلوس وأنا أحدِّث نفسي بأنني سأكون ملهمة نفسي هذا اليوم.
جلست وههمت بصب القهوة اندلقت على يدي واحرقتها
نهضت مسرعة أبحث عمّا يبرد هذه الحرارة المستعرة
تطايرت أوراق مدونتي وتشتت هنا وهناك ، توجهت إليها مسرعة لأجمعها علقت قدمي بعروق شجرة النيم وسقطت ، عند نهوضي احسستُ بأن كاحل رجلي قد أصيب ، حاولت النهوض سقطتُ مرة اخرى … ولم يكن مني إلا الانتظار لبضع دقائق حتى أُلملم نفسي وجسدي في هذه الدقائق تأملت نفسي وجدت إنني بحالة يرثى لها وتستوجب مني ضحكة مدوية وماكان مني إلا أن فعلت ذلك.