Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الإخبار الخليجية

ندوة فكرية بعنوان نحو مسرح عماني فاعل

عيسى بن عبدالله القصابي 

عيسى بن عبدالله القصابي 

ضمن فعاليات مهرجان المسرح العُماني الثامن الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان بمسرح مدينة العرفان في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ويستمر حتى أول أكتوبر المقبل أقيمت ندوة فكرية بعنوان (نحو مسرح عماني فاعل) في مسرح الردهة

اشتملت الندوة على اربع أوراق عمل، بمشاركة نخبة من الباحثين العمانيين المختصين و ادراها الدكتور سعيد السيابي حيث قدم الدكتور سمير العريمي ورقة العمل حول (الإصدارات العمانية الجديدة) متناولا مضامين الإصدارات المسرحية العمانية الجديدة التي صدرت بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمديرية العامة للفنون حيث أنجزت مشروع دعم وطباعة عشرة إصدارات مسرحية جديدة منها تحمل نصا واحد وأخرى تحمل نصيين من النصوص المسرحية بالتعاون مع دار اللبان للنشر وهذه النصوص المسرحية لكتاب مسرحيين عمانيين متمكنين من أدواتهم ولهم تجارب كتابية مشهود لها و بين هذه الإصدارات قافرة الأثر للكاتب إدريس النبهاني وقرية الابتعاض لعادل الرديني ورحلة إلى الطين لياسر البلوشي وشهادة من الميدان للكاتبان محمد خلفان وجلال جواد والرزحة والتعويبه لعبدالله البطاشي ورشحوني لمحمد المعمري وأصفاد لعبدالله الرواحي

متناولا في طرحه قراءة عميقة في المضامين التي حملتها هذه الإصدارات وتعريف شامل عما تحمله في طياتها مبينا أن هذه الإصدارات جاءت متنوعة الرؤى والتقنيات والتجاربج والأساليب. مؤكدا على أنها بكل ما فيها من تنويع مسرحي وإبداع فني هادف ورؤى متنوعة تعلي من قدر النص الذي يقدم على الخشبة والعاملين عليه المخلصة قلوبهم للمسرح والرسالة الراقية التي يقدمها لجماهيره العريضة

فيما قدم الفنان والمخرج أحمد بن سعيد الأزكي ورقة عن (الكوميديا في المسرح العماني: الأهداف والغايات) تناول خلالها التعريف بمفهوم الكوميديا وأنواع الكوميديا والكوميديا أداة للنقد الاجتماعي والسياسي والكوميديا تقلل من ضغوط الحياة النفسية ومكانة الكوميديا في خارطة المسرح العربي والعماني على وجه الخصوص ونماذج من الكوميديا في أعمال المسرح العماني والتطلعات المستقبلية للكوميديا في المسرح العماني.

وقال الازكي كلمة كوميديا يقابلها من المصطلحات الأخرى كلمات(ملهاة/ الهزل/ السخرية/ الطرافة / النكتة وكلمة كوميديا كانت اصلا تعني كلَّ مسرحية، ثمْ أخذتْ تعني مسرحيةً لها حبكة شبه حقيقية تثير الضحك برسم عاداتِ عصرٍ ما وعيوبِ شخصيةٍ ما ونقائِصها.. وقدْ استولتْ السينما على هذا النوع الأوسع من أنْ يحدَّد إلاَّ بالرغبة في تسلية الجمهور..

وقال انه جاء في كتاب معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة للدكتور سعيد علوش ص193.- ثمة فروقٌ واضحةٌ بين الكوميديا والتهريج والإسفاف…. السخرية حيث الكوميديا تطرح العديد من الأسئلة المهمة التي تتعلق بالحياة والمجتمع

وتناول الازكي وظيفة الكوميديا في المجتمع وكيف يمكن أن تساعد الكوميديا في معالجة القضايا الاجتماعية أو السياسية و إلى أي مدى يمكن أن نستخدم الكوميديا للتعليق على مواضيع حساسة أو صعبة؟ وكيف نحدد ما هو مضحك؟ وما الذي يجعلنا نستغرق في الضحك؟ بمعنى ما هي الموضوعات التي يمكن أنْ يتولَّد عنها الضحك وفي ذات الوقت هي تعالج أمرًا ما.

وتطرق الازكي الى كيفية التعامل مع الكوميديا مع الألم والمعاناة؟ – وهل يمكن أن تكون الكوميديا وسيلة للتخفيف من الألم، أو أنها قد تسيء إلى مشاعر الآخرين تأثير الكوميديا في وجهات نظر الجمهور حول قضايا معينة لتصبح أداة للتغيير وتناول احمد الازكي في عرضه إمكانية استخدام الكوميديا لتسليط الضوء على القضايا المجتمعية والمساهمة في إحداث تغيير؟

مؤكدا على ان المسرح الكوميدي في سلطنة عمان هو جزء مهم من المشهد الثقافي والفني في البلاد، ويعكس تطور الحركة المسرحية والاهتمام بالفنون المسرحية..

وقدم الازكي العديد من الأسئلة موقع الكوميديا من المسرح العُماني؟ و لماذا هنالك فجوةٌ كبيرة بين المسرح والكوميديا ومشاكل المجتمع، ليس المحلي وحسب، بل حتى الدولي و هل الكوميديا تخصُّص يقوم به فئة من المبدعين، الكتّاب أو المخرجين أو الممثلين؟ وكيفية ان ننشئ جيلًا من صنَّاع الكوميديا في عُمان، دون إسفاف أو تهريج. مؤكدا على اهمية تشجيع الكتَّاب العمانيين والمخرجين في كتابة وإخراج الكوميديا بصورة حديثة حسب متطلَّبات العصر موضحا ان كتّاب الكوميديا يتفوّقون على غيرهم من الكتّاب في قدرتهم على أسر الجماهير. وطالب الاذكي عودة مهرجان الرستاق للمسرح الكوميدي بقوَّة وبدعمٍ كبير من وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح..

حيث ان المسرح الكوميدي في سلطنة عمان هو عنصر حيوي يسهم في إثراء الحياة الثقافية ويعزز من تجربة الترفيه والتواصل الاجتماعي.

وتحدث الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي عن (الاستثمار الثقافي في المسرح: نحو صناعة مسرحية عمانية) حيث قال حضرت قبل أسابيع قليلة، جلسة في مقهى المسرح تحدّث فيها د.شبير العجمي عن مشروع المسرح الوطني وأشار في الجلسة إلى أن لجنة تحمل مسمى (لجنة الاستثمار)، انبثقت من اللجنة الاستشارية لمشروع المسرح الوطني ” تعمل حاليًا على دراسة كيفية جعل المسرح الوطني قادرًا على تمويل نفسه ذاتيًا بعد عدة سنوات من التشغيل، مما سيقلل من الاعتماد على الدعم الحكومي، فالهدف هو خلق فرص استثمارية تُسهم في تحقيق استدامة مالية للمسرح وتوفير دخل جيد للعاملين في المجال المسرحي”

وقال ان هذه الخطوة السليمة وفّرت له مدخلا مناسبا للحديث عن الاقتصاد في الثقافة بشكل عام والمسرح العماني بشكل خاص، وكلنا نعلم ان الاقتصاد عصب الحياة، والأنشطة الاقتصادية لا تتوقّف عند المصانع والمعامل والحقول، وبقية مجالات الحياة المختلفة، بل تشمل الثقافة التي لم تعد تعني نشاطا ثانويا في الحياة، تقتصر على الترفيه والترويح عن النفس، بل تعدّت ذلك إلى المساهمة في عملية التنمية، وتبعا لذلك تغيّرت نظرة المجتمع للثقافة.

والمسرح واحد من القطاعات التي يمكنها المساهمة في عملية التنمية، ويكون مصدرًا من مصادرها، فهو من الفعاليّات المهمة في تنشيط الحياة الاقتصادية، ويتوقع الخبراء أن تشهد صناعة المسرح نموّا مستمرّا، فتدخل ضمن خطط الاستثمار الثقافي

واضاف انه كما هو الحال في الدول المتقدّمة، ومن بينها بريطانيا التي فيها العوائد الاقتصادية للثقافة تعادل ما تنتجه المصانع من سيارات ومكائن، وفي أواخر عام 2011م أتيحت لي فرصة حضور عرض مسرحي جرى في لندن، بعد حجز مسبق، وكان سعر التذكرة 40 باوند، وفي فرنسا نجد أكثر من ذلك، فالإحصائيات تشير إلى أن القطاع الثقافي حقّق عام 2011 دخلًا يعادل 5 أضعاف دخل قطاع السيارات!

وليس هذا المردود يأتي فقط عن طريق شباك التذاكر، علما بأن مشاهدة العروض المسرحية بمقابل مادي تعود إلى عام 1786 م، فمن يجلس في الأماكن الخاصة (المقصورات) يدفع مبلغا، وفي أواخر القرن السادس عشر، أي في عصر المسرح الإليزابيثي لم يكن شباك التذاكر قد ظهر، فكانت الرسوم تُجمع في صندوق مثبّت على عصا طويلة، ولكثرة الحضور برزت الحاجة إلى جمع المبالغ قبل دخول القاعة، فظهر شبّاك التذاكر.

وتطرق إلى مصادر دخل العروض المسرحية إلى جانب شباك التذاكر هناك استثمار مبنى العرض في فتح محلات ومطاعم تنشط خلال قبل وبعد العرض وخلال الاستراحة ووضع صور الشخصيات المحبوبة في العروض على الاكواب والقمصان وتباع في محل يتبع للمبنى

واعتبر الربيعي العروض التي تقدّم في مهرجان خريف ظفار نموذجا ناجحا للاستثمار الثقافي في مجال المسرح

وعن (مسرح الطفل في عمان: رهان التكوين وإشراقات المستقبل) قدمت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائي ورقة عمل أكدت خلالها ان

مسرح الطفل استطاع كشكل ونوع مسرحي أن يجد له أرضية وقاعدة ضمن الساحة المسرحية العمانية والأشكال والألوان المسرحية الأخرى المنواجدة فيها منذ انطلاقته الأولى في مرحلة السبعينيات من القرن العشرين، وذلك بفضل جهود الأندية و الفرق المسرحية الأهلية والمشتغلين على هذا المسرح الذين يؤمنون برسالته وأهميته. في هذه الندوة حول مسرح عُماني فاعل، كان لا بد من تناول مسرح الطفل كأحد أركان هذا المسرح، والتطرق إلى واقعه الحالي والظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أثرت فيه خلال مراحله التاريخية المختلفة، وأبرز الاتجاهات التي قدمت فيه، والنظر إلى مستقبل مسرح الطفل في سلطنة عُمان وتطلعات المشتغلين عليه.

على الرغم من أن تاريخ مسرح الطفل في عُمان يعود لبداية السبعينات من القرن العشرين، وتحديدا عام 1972 عندما قدم أول عرض مسرحي للأطفال، إلا أنه لازال هناك العديد من الصعوبات والتحديات التي تعيق تطور هذا المسرح الهام، حيث لا زال يُنظر إلى مسرح الطفل على أنه جزء إضافي ومكمل للفعاليات الثقافية المقدمة للأطفال بدلاً من اعتباره عنصراً مهماً وأساسياً من عناصر وأوجه ثقافة الطفل العماني وحق من حقوقه. ولا شك أن هناك جهود رسمية وأهلية بذلت لتطوير وضع مسرح الطفل العماني إلا أنها لا تزال محدودة جداً مقارنة بالصعوبات الكثيرة التي يجب تذليلها لوضع أساس قوي لمسرح طفل عُماني متطور ومحترف، ومن خلال استعراض وتحليل آراء الكتاب والمخرجين والباحثين المسرحيين العمانيين الذين استطلعت آرائهم في دراسات سابقة حول وضع مسرح الطفل العماني والصعوبات والتحديات التي تعيق تطوره وجدت أن الصعوبات والتحديات التي تطرق إليها المسرحيين يمكن تقسيمها إلى قسمان: صعوبات عامة تواجه مسرح الطفل العُماني، وصعوبات خاصة تواجه الفرق الأهلية المسرحية عند تقديمها عروضا مسرحية للأطفال، فمن الصعوبات العامة التي أشار اليها المسرحيين سوء الفهم لطبيعة وخصوصية مسرح الطفل كشكل ونوع مسرحي مستقل له خصائصه وأهدافه التي تميزه عن غيره من الأشكال المسرحية، وغياب الوعي الاجتماعي والرسمي بأهمية مسرح الطفل كأحد الأوجه الثقافية المهمة للطفل في عمان، إضافةً إلى غياب الدعم الرسمي المادي المطلوب للنهوض بوضع مسرح الطفل، وغياب الاستراتيجية الواضحة لتطوير مسرح الطفل العُماني مستقبلاً، ومن الصعوبات الخاصة التي تواجه الفرق الأهلية المسرحية في السلطنة عند تقديمها عروضاً مسرحية للأطفال والتي تحد من قدرة هذه الفرق المسرحية على تقديم المزيد من العروض للأطفال: ضعف الدعم المعنوي والمادي المقدم من قبل الجهات الحكومية للفرق الأهلية المسرحية التي تقدم عروض مسرحية للأطفال، إضافة إلى التكلفة المادية العالية للعروض المسرحية المحترفة للأطفال وضعف الامكانيات المادية للفرق المسرحية، وضعف مساهمة القطاع الخاص في دعم وتمويل الأنشطة والعروض المسرحية التي تقدمها الفرق المسرحية الأهلية للأطفال، كذلك عدم تمكين الفرق المسرحية الأهلية في السلطنة من المشاركة في المهرجانات الدولية والمحلية لمسرح الطفل بسبب غياب الدعم المادي من قبل الجهات الحكومية وتحديدا وزارة الثقافة، وقلة وجود المسارح المجهزة بالتقنيات المسرحية الحديثة والصالحة لتقديم عروض مسرحية محترفة للأطفال في العاصمة مسقط وفي باقي مناطق السلطنة.

وحول آليات تطوير مسرح الطفل والتطلعات المستقبلية للنهوض بهذا المسرح كأحد المجالات المهمة لثقافة الطفل، يجب زيادة الوعي الرسمي ووعي أفراد المجتمع العماني حول أهمية الفنون بشكل عام وأهمية مسرح الطفل بشكل خاص في حياة الطفل العماني، ونشر الثقافة المسرحية في أوساط المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية المسئولة عن ثقافة الطفل في السلطنة، وهذا يتأتى من خلال أدوار معينة يمكن أن تقوم بها كل مؤسسة رسمية والتنسيق فيما بينها وتوحيد جهودها لتحقيق هذا الهدف، وعلاوة على ذلك لا بد من وضع خطط واستراتيجيات لتطوير ثقافة الطفل بما فيها مسرح الطفل في المستقبل، ويجب دعم استمرار التجارب الاحترافية ورعاية الدولة لها، والمتأمل من المسرح الوطني الذي وضع الأساس له جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله في مدينة العرفان، أن يكون من ضمن برامجه دعم تقديم عروض مسرحية احترافية للطفل، والاهتمام بتطوير الصناعات الإبداعية والثقافية في هذا المجال.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى