شخصية مميزة في سطور..الشيخ أبو بكر بن المختار الشنقيطي .

الشيخ أبو بكر بن الشيخ المختار بن سيدي أحمد بن الشيخ المختار بن عبد الرحمن آل يوسف ، كانت قراءته للقرآن قراءة ندية و حسنة إلى حد عجيب غير متكلف جذبت الكثير من المصلين في ليالي رمضان ، صوتاً عذباً و خشوعاً في الصلاة ، و قد كان و جهه بشوشاً سهلاً ، ألوفاً يحبه كل من عرفه .
ولد رحمه الله بالحوض الشرقي في (منطقة العيون ) عام 1330هـ في موريتانيا ، تلقى تعليمه في صباه و حفظ القرآن برعاية والديه و خاله ، ثم أخذ في علوم الشريعة الأخرى و قد بدت عليه علامات الصلاح و التقى منذ نعومة أظفاره .
حياته العلمية :
تلقى الشيخ أبو بكر يرحمه الله تعالى العلم في صباه فحفظ القرآن الكريم برعاية والديه وخاله محمد عثمان يرحمهم الله ثم أخذ في علوم الشريعة الاخرى وقد بدت عليه علامات الصلاح والتقى منذ نعومة اظفاره يذكر أنه شوهد متأثرا من آية تليت على مسامعه وهي قول الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ) فشوهد كالمغشي عليه , وقد كان تحصيل العلم في زمانه يأخذ طريقا شاقا لم يعرفه أهل زماننا اليوم من شظف العيش وقلة الزاد وانعدام الوسائل الضرورية فضلا عن غيرها فكانوا يوقدون النيران ليلا للقراءة عليها في الالواح الخشبية التي يكتب عليها بالدواة ويقومون في آخر الليل قبل الفجر وأجزاء كثيرة من النهار ومع ذلك يتطلب منهم القيام بمهام كثيرة لتحصيل لقمة العيش وما يتبع ذلك من مشاق وصعاب وقد كتب الله لهم التوفيق في ذلك .
حياته العملية :
بعد تخرجه من المعهد العلمي بالرياض اشتغل بالتدريس بمعهد الهفوف بالأحساء مع القاضي الشيخ محمد سالم عطية ثم عاد الى مكة المكرمة مدرسا بالمدرسة السعدية ومدرسة الامامث علي بن أبي طالب حتى وفاته ،وكان أول امام لمسجد الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ .
كانت له نشاطات كالمشاركة في مساعدة وتقويم الخطب والشعر أثناء احتفال الحي في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله ثم استقبال سمو الامير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في حفل في عرفات عام 1384هـ وقد ترك تراثا من الخطب لازالت محفوظة لم تطبع بعد .
الرحلة الى الحج :
بعد وفاة والد الشيخ المختار يرحمه الله في بداية الستينات الهجرية بدأت الرحلة الى الحجاز وكان الشيخ أبو بكر وإخوته أعمام معالي الشيخ عبدالله محمد الامين الشنقيطي رئيس ديوان المظالم يحفظه الله وهم :
الشيخ محمد الامين يرحمه الله , والشيخ طلحة , والشيخ محمد عمر , والشيخ محمد المختار يرحمهم الله اجمعين , والشيخ عثمان والشيخ بونا حفظهما الله , ووالدتهم وأخواتهم ,أعدوا العدة للرحيل الى الحج عبر تلك الصحاري والقفار ليلا ونهارا سرا وجهارا محاطون بالمشاق والمخاطر فعبروا افريقيا من موريتانيا مرورا بمالي والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان حتى نزلوا الشاطىء الغربي للملكة العربية السعودية ( جدة ) وكان ذلك في نهاية الستينات الهجرية 1366ه فأدركوا الحج وأدوا فريضته فلما انتهى الحج كان الشيخ يرحمه الله تواقا للعلم وقد سبق لعلمه ان بالعاصمة الرياض معهدا يسمى ( المعهد العلمي )
فالتحق به حتى تخرج منه وفي أثناء ذلك أكمل نصف دينه بالزواج وله من الابناء أربعة :
1-عبد الرحمن يرحمه الله
2-حمزة
3-ابراهيم
4-أختهم
وقد استمع للمشايخ والعلماء ومنهم مفتي الديار السعودية آنذاك الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ يرحمه الله والشيخ عبد الملك بن ابراهيم آل الشيخ يرحمه الله و الشيخ عبدالعزيز ابن باز يرحمه الله وتتلمذ على يدي الشيخ محمد الامين الجكني الشنقيطي صاحب ( أضواء البيان ) رحمه الله وكان من أقرانه الشيخ عبدالله بن زاحم رحمه الله امام المسجد النبوي ومعالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله وهو الذي أشار اليه بالعودة الى مكة المكرمة في عام 1381ه للامامة بمسجد والد الشيخ حسن بمكة المكرمة .
تأثر المصلون بقراءته وكان يجيد القراءة بسبك العبارة والتنويه بالمناسبات بحسب مواقيتها ويوزع النظر أثناء الخطبة ولايمله الحضور بالتطويل ومن صفاته رحمه الله أنه كان بشوشا وبسيطا وألوفا يحبه كل من عرفه وقد عرف بالحرص على مذهب الجماعة والدعوة السلفية وحماية التوحيد الخالص ونكران التعلق بالقبور والاموات ومحاربة البدع .
كان يرحمه الله خطيبا مفوها يمتلك صوتا عذبا وخشوعا في الصلاة حتى كثرقائلو :
نتمنى ألا تنتهي هذه الصلاة لحسن الصوت والخشوع
و إتقان القراءة وكان من ذلك أن زاره الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ ذات مرة وصلى خلفه فقال له : ( يحسن بنا ان نسمع صلاتك هذه بالمسلمين في المسجد الحرام ) فما كان منه يرحمه الله الا ان فعل ذلك , فشرفه الله تعالى بامامة المسلمين في المسجد الحرام وكان ذلك في سنته الاخيرة أواخر عام 1384ه فافتقده العامة والخاصة قبل وفاته بشهور فكان من أولئك الذين افتقدوه وكتب عنه في صحيفة الندوة بقلم رئيسها آنذاك الشيخ صالح جمال يرحمه الله بقوله : ( أين الشنقيطي والصوت الحسن ).
توفي رحمه الله في مكة المكرمة ودفن في مقبرة المعلاه عام 1385هـ .