فقيد الشباب فيصل بن فهد

تمر السنوات.. تمضي الأيام لانشعر بمرورها.. ولكن لم تزل سيرة من نحب في ذاكرتنا.. تغدو قلوبنا وطنََا للآهات

تتكدر نفوسنا بذكرى أحبة رحلوا عن دنيانا.. وتلازمنا أبجدية الأوجاع.. وتنشأفي ذواتنا مجزرة الدم على ضفاف المعاناة.

حين ابدأ بالكتابة عن نبل الإنسانية.. وتعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان يجثو قلمي بين أناملي.. تنصهر الكلمات وتتحول إلى رصاصات قاتلة تدمي فؤادي.. فالرحمة في هذا الزمن نادرََا مانشعر بها في زحمة اللإنسانية وبين ظلمات الإستبداد والتعسف التي عبثت بنقاء بعض القلوب.. وفي أوج هذا الخضم الثائر

سطع نجم في الأفق مضيئََا ليالي الفقراء والمحرومين.. ليرسم البسمة على شفاه بائسة.. كان بلسمََا لجراح نازفة

وترياقََا شافيََا لمن عصف به غدر الأيام حيث كان دافعََا لمولد سعادة أضحت مبتورة في هذا الزمن.

كان قلبََا نابضََا بمآسي الناس وشكواهم.. يتحمل قضايا هم.. ومعاناة وهموم شباب وطنه.

كان تاجََا على رؤوسهم.. وأميرََا على قلوبهم إنه أمير الشباب والأيتام والأرامل والمرضى

(فيصل بن فهد بن عبد العزيز)

قضى عمره القصير بالإنجازات والعطاءات أعمالََا خيرة كثيرة، إنجازات جريئة وقرارات نافذة.. كانت آماله طويلة وعمره قصير لكنه حافل بفيض من المشاعر نسج خيوط المحبة بينه وبين شباب وطنه وشباب العالم.

إنه عالم من الحب والرحمة.. ترك بصمات إنسانيته تحتل الصدارة في حنايا القلوب.. حول أحلام الشباب وترجمها إلى واقع ملموس.

قلبه الكبير لم يحتمل عبء المرض

رحل وحمل معه مشاعر المحبين.. مات وترك إنجازاته تحكي أسطورة رجل يحمل قلبََا كبريق الذهب.. وتسطر على ذاكرة الزمن بمداد ألماسي.. مات وماتت الإبتسامة على شفاه الكثير من البائسين.

فجع العالم كله برحيل أمير الشباب ظهر يوم السبت

١٠ / ٥ / ١٤٢٠ هجرية

إثرنوبة قلبية تعرض لها عن عمر يناهز ٥٤ عامََا قضى معظمها في أعمال الخير.. لم يمهله الموت ليتابع إنجازاته.. رحل ومعه هموم الشباب وقضايا أبناء الوطن ومشاكل الضعفاء.. مشاعرهم غدت باقة من الأحزان. شحنة من الآلام تقطع نياط القلوب.

كما عرفه الجميع دومََا نصير الضعفاء صديق المهمومين.. تمنح عينََا تنظر إليه ثقة عميقة _ يسعدون بلقاءاته عبر الشاشة الفضية ولكن عمر السعادة قصير.

فماذا بوسعنا أبا نواف أن نمنحك سوى بعض كلمات مجروحة.. وقطرة من دموعنا تذيب بعضََا من الأحزان.. دعوات صادقة من قلوبنا لك بالرحمة والغفران.. وحدها يافيصل الشباب مشاعر تبقى. وإن كان قدر لكل شيء في هذا العالم أن يزول.

ولد سموه رحمه الله

في مدينة الرياض عام ١٩١٦ م وهو اكبر أبناء خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز.. تلقى في بيت أبيه تربية كريمة وزرع فيه منذ الصغر حب الخيرلأهله وأبناء وطنه وللعرب والمسلمين متمسكََا بتعاليم الدين الحنيف وكتاب الله الكريم.

أهتم فيصل بن فهد في سن مبكرة بالثقافة والمعرفة وكشف عن مواهبه الصحفية وعمره لايتجاوز الثانية عشر مع والده الفهد حين كان وزيرََا للمعارف.. فكان تلميذََا عبقريََا في مدرسة أبيه.. ومتفوقََا وهو يدرس في معهد العاصمة النموذجي.

واصل فيصل رحلته التعليمية وتخرج من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧١م.

تزوج وله من الأبناء نواف يشغل وقتها نائب الرئيس العام لرعاية الشباب التي ترأسها حينذاك الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز.. وولد آخر هو خالد بن فيصل.. وثلاث بنات.

وسنتابع رحلة أمير الشباب في سلسلة أخرى قادمة بعون الله تعالى.

تحياتي أيها الأحبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى