كيف تتخلص من الحزن


ندى فنري
كلنا معرضون للخسارة في هذه الحياة…
إما خسارة أشياء…
أو خسارة بشر …
أو خسارة معنويات في حال الانفصال العاطفي
، أو المرض ، لكن الحياة مستمرة ، و لا تتوقف عجلة الحياة بسبب الحزن
و الأسى .
نحتاج بعض الوقت لمعالجة الموقف،و قد يمكننا الحزن من إعادة تقييم علاقاتنا بالآخرين
و إعادة النظر في الأولويات .
الحزن يجعلنا متمركزين حول أنفسنا ، فالشخص الحزين يرى نفسه أولاً ، فتحجب عنه هموم سواه .
هناك حاجات أساسية، لا بد من امتلاكها حتى نواجه الخسارات ….
بداية علينا تقبل حقيقة أننا خسرنا شيئا :
من الصحي أن نواجه الخيارات بقلب صلب ، شجاع ، و روح جميلة .
قد لا تدرك أنك حزين إلا أن هناك أشخاص يشعرون بصداع ، أرق ، و أعراض أخرى منها تجنب التفاعلات الاجتماعية ،و فقد الدافع و الرغبة في النشاط، مما يؤثر على الأداء المهني أو الدراسي .
قد تشعر بالكسل و تفكر بلا انقطاع و تذرف الدموع .
الأشخاص الأقوياء لا يستسلمون و لا يدعون الحزن يؤثر على سلوكهم .
الاستسلام لليأس و الشجن و القهر و ذرف الدموع لا يغير شئياً سوى أن يزيد حالتنا سوء و يضعف عزيمتنا .
هل الحزن من مكفرات خطايا المؤمن ؟
نعم ، وكذلك المرض والتعب والهم ونحو ذلك، ففي صحيح مسلم: عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته .
علينا تقبل الحقيقة برضى
و تسليم و إيمان مطلق ،
و هذه أول خطوة للعيش بسلام .
لا شك الإنسان كتلة مشاعر و عواطف، وبطبعه
يتأثر بمحيطه و بالأحداث، و القضايا
و حتما يتأثر بعمق الخسارات الكبيرة .
لكن علينا أن نكون حذرين
و أن لا نسلم العاطفة زمام الأمور .
يجب أن يكون العقل، هو المسيطر و المتحكم بالحالة النفسية العاطفية
و يحدد كيفية الاستجابه للخسارة، و التعامل معها بوعي و حذر و إتزان .
علينا إمتلاك ميزة الذكاء العاطفي ، لكي نعرف كيف نضبط منسوب العاطفة،
و الحزن و السعادة .
قد نخسر أحد الأصدقاء ،
أو أحد أفراد العائلة ، لا شك أن الفقد مؤلم جداً و من الطبيعي أن نكون مصدومين
و مذهولين في بداية الأمر ، لكن مع مرور الزمن ، يهدأ الجرح و يبدأ دور الوعي بأن الإنسان معرض لخسارة ما ،و وجود الأشخاص في هذا الكون أمر مؤقت لأننا كلنا سنرحل و لا أحد يدوم و يبقى خالداً .
على الإنسان أن يساير الحياة، و يمشي معها
و يتأقلم مع الفراغ، الذي تركه الأحبة ، و أن يشكر الله على نعمه الكثيرة و يصلي
و يدعو للأحبة الغائبين .
الله عندما يبتلي عبده بشيء غايته عز وجل أن يمتحن صبره و إيمانه وقدرته
على التحمل .
المؤمن القوي خيرو أحب ،
إلى الله من المؤمن الضعيف .
علينا التصدي للأحزان بقلب واع و عقل فطن وروح
عذبة .
نحتاج أن ننهض من الحزن
و البدء بحياة جديدة .
بعد مرور أيام و ليال على الحزن و الألم و البكاء ، و المرض ، و نحول الجسد
….يجب أن ندرك أن الذين رحلوا ستظل ذكراهم في وجداننا .
الذين رحلوا الغاية من غيابهم كانت استمرار لحياة أخرى ، و لمسيرة أشخاص آخرين ، فكل شخص يرحل يترك مساحة لشخص آخر
و هنا تبدأ رحلة جديدة
و درب جديد .
أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي هذا لا يعني أن ننكر غياب الأعزاء علينا ، بل على العكس ، نابع من إيماننا المطلق بأن الغياب شيء حتمي و هذه سنة الحياة .
ساعد الآخرين و لا تتردد :
مساعدة الآخرين و لو بأشياء صغيرة تمنحك شعوراً بالسعادة و الرضا .
ساهم بإسعاد الآخرين ،
و الاستماع لمشكلاتهم
و معاناتهم عندها تهون مشكلتك .
و عندما تساعد الآخرين، تكسب محبة الغير…
كن عوناً و نصيراً للضعيف ،
و المسكين ، و الفقير ،
و المحتاج .
شارك أصدقائك و عائلتك الأنشطة لأنهم حتماً يشكلون المساحة الجميلة
و المضيئة في حياتك حين ينتابك شعور بالضجر أو اليأس أو البكاء .
مارس هواية المفضلة ،
الحياة ليست عملاً و واجبات ، فكل إنسان لديه هوايات و نشاطات يحب أن يمارسها من وقت لآخر ، للتسلية للمتعة ، و تفريغ الطاقة السلبية .
اقرأ ، تثقف ، ارسم ، اطبخ ، رتب ملابسك .
تناول أطعمة لذيذة تحبها ، كل كل ما تشتهي نفسك ، فالوجبات اللذيذة قد ترفع منسوب ، السعادة لديك .
اذهب إلى عشاء عمل ،
أو ادع صديق لك على الغداء في مطعم يقدم مؤكلات لذيذة .
تجاوز العقبات ، تجاهل المصاعب ، حصن نفسك بالأوراد اليومية ، اقرأ القرآن .
اشحن نفسك بالإرادة
و الطاقة ، كلما أصابك اليأس ، و حصن نفسك من الأسى بالنسيان ، فالنسيان نعمة من نعم الله تكرم بها على الإنسان .
سافر ففي السفر عدة فوائد ، أحدها الخروج من الحزن ، و السفر يساعد على كسر الروتين .
مارس الرياضة ، فهي تعدل مزاجك ، و تنظف عقلك ، من الأفكار السلبية المزعجة .
تعامل مع شريك حياتك ،
بذكاء و حنكة .
إن كنت متزوج ، فكن حنوناً و لينا و لطيفاً، مع شريكك .
في النهاية قد لا يشعر الشخص بالحزن لكن هناك أعراض مثل أن تكافح لتنهض من الفراش في الصباح ، أو تفتقر إلى المتعة التي اعتدت أن تجدها في الحياة اليومية ،حاول أن تساعد نفسك ، لأن الحزن يؤدي لإضطرابات كبيرة .