المؤذن نايف بن صالح وعظ الله فيده

نايف بن صالح وعظ الله أفضل مؤذن في المسجد الحرام …و من الأداءات التي اختص بها أداء أذان الفجر ليوم الخميس وأذان المغرب في شهر رمضان، ويرفع الأذان والإقامة والتبليغ بالمقام اليماني الحجازي، فيما يميل كذلك إلى المقام المشورك الذي يكون مزيجًا بين المقامين المدني واليماني الحجازي .
ورث موهبة الأذان عن والده المؤذن صالح بن فيده، الذي شغل منصب كبير المؤذنين، وقد عُين مؤذنًا رسميًا يوم الجمعة 22 أبريل 1988، وفي عام 2010 عُيّن شيخًا للمؤذنين.
ولد في مكة يوم 18 أبريل 1964، بحي المسفلة في مسيال الهرساني ببرحة الديوان بجوار القلعة القديمة ..
نشأ فيها وتلقى تعليمه، وكان لوالده صالح فيده الأثر الأكبر عليه، فقد كان يذهب برفقته إلى (المكبرية) حيث يُرفع الأذان من المسجد الحرام، وفيها رفع لأول مرة الأذان وعمره نحو 18 عامًا، تعلم من خلال ملاحظته للطريقة التي كان يؤدي بها والده، الذي كان متمكنًا من المقام الشافعي، وقد بدأ نايف مسيرته بأداء الأذان لصلاة العشاء عام 1985، ثم قضى فترة تدريبه في أداء الأذان الأول لصلاة الفجر، إلى أن عُين رسميًا من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعد وفاة والده، وإلى جانب العمل بصفته مؤذنًا .
المؤذن فيدة ابن لكبير مؤذني المسجد الحرام صالح فيدة ـ يرحمه الله ـ الذي تشرف برفع الأذان من المساجد الثلاثة المسجد الحرام، المسجد النبوي، والمسجد الأقصى.
يقول نايف فيدة:
مازلت محتفظا بصورة عائلية تذكارية التقطت لنا أمام باب المغاربة في القدس قبل مايربو على 45 عاما، وكان موقفا لا ينسى.
يعمل مدرسا في مادة الكيمياء بثانوية الشيخ عبد الله الخليفي في مكة، وهو حاصل على البكالوريوس من جامعة أم القرى، وبما أنه مدرس للكيمياء، فإنه يحرص على الغوص في أعماق الإنترنت ليستخرج المعلومات التي يزود بها الطلاب أثناء الحصة الدراسية، مستخدما التقنيات الحديثة في عرض المادة لهم.
كان نايف فيدة يطمح في بداية حياته إلى الالتحاق بالسلك العسكري، لكن نشأته في بيت علمي جعلت منه مدرسا للكيمياء للمرحلة الثانوية.
متزوج وله أربعة أبناء.
يعشق شيخ المؤذنين في الحرم رفع الأذان بمقام الصبا، واصفا نفسه بأول من أدخل هذا المقام إلى الحرم المكي، مؤكدا حرصه على أداء هذا المقام بدون تكلف أو تصنع.
وينكب الشيخ نايف فيدة على قراءة الكتب المتخصصة في تاريخ الأذان وعلم الصوت، مضيفا «أتعلم دائما من المشايخ القدامى عبر الصوتيات المسجلة لهم؛ لأنهل منهم أصالة الماضي وأطعمها بعبق الحاضر».
يهوى شيخ المؤذنين رياضة السباحة ويحرص على رفع لياقته البدنية في صالة للحديد يوميا؛ ليتقوى بها على رفع الأذان بسلاسة عبر توسيع الشعب الهوائية، كما يعشق البراري وشرب حليب النوق.
يحب سماع الشعر ويتذوقه كثيرا، ويحرص على قراءة الكتب الشرعية، ومتابعة قناة الساحة المتخصصة في الشعر النبطي، ويحرص على مشاهدة فعاليات مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، كما يعشق متابعة الفنون التراثية الشعبية خصوصا للمجتمع المكي.
ربع قرن وشيخ المؤذنين في المسجد الحرام نايف بن صالح فيدة يصدح بصوت الحق من على مكبرية الحرم المكي مؤذنا بدخول الصلوات.
يقول لايكاد الأذان يفارق شفتي نايف فيدة، فهو يردده في البيت، السيارة، وأثناء السفر، واصفا الأذان بأنه عشق يجري في دمه ولايستطيع مفارقته.