حق مشروع


ريم العبدلي ليبيا
سنوات من الوجع مرت وهي على أمل بأن الحياة ستتغير ، ويصبح ما مر بها مجرد ذكريات من الماضي القاسي ، ولكن ذلك الماضي استمر وأصبح حاضرا مؤلما ، لم تعد ترضيها حياة أنصاف الحلول ، حاولت أن تخرج بعائلتها من حياة بيت الأشباح التي أتعبهم المرض ، فما أن يستعيد أحدهما عافيته، يكون الآخر طريح الفراش ، حاولت مرارا وتكرارا إيجاد مكان يبعدهم عن تلك الحياة التي أصبحت مصحوبة بالمشاكل ، حتى وإن كانت أبوابهم مغلقة ، فتلك العجوز الشمطاء التي تسكن معهم لا يمر يوما إلا وهى تحيك المكائد ، وبنظرة شريرة تطلقها على أبنائها و تحملهم أصواتها المزعجة ، لم تتوقف تلك الشمطاء عن أذيتهم مما أفقدها صوابها ذات يوم ، معلنة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدى أكثر من ذلك ، لتخرج سكينا حادا ، و تطعن به تلك العجوز الشمطاء وهي على ثقة كبيرة بأنها لم ترتكب أي جريمة، بل إن ما ارتكبته حقا مشروعا أراحها وأبناءها من تلك العجوز البائسة.