زينة سليم سالم البلوشي
في اليوم الخامس من الشهر المبارك حين تتعانق أنفاس الإيمان مع نسائم الرحمة نجد أنفسنا أمام مرآة تعكس ما نحن عليه و تعكس ما بداخلنا و كأنها مرآة سحرية تكشف ما بأعماقنا و تغوص بداخلنا بطريقة مبهرة و رهيبة في آن واحد إن هذا الشهر الفضيل ليس مجرد فترة للامتناع عن الطعام والشراب بل هو دعوة عميقة للغاية حتى نستطيع ان نتأمل في نفوسنا و لنستشعر جمال الصفات الحميدة التي توجد بداخل كل واحد منا و حتى نتعهد بالتخلي عن المنكرات التي قد تعكر صفو أرواحنا و قلوبنا الطاهرة النظيفة العطرة
تتراقص أشعة الشمس في سماء رمضان و تنير الكون بأشعتها البراقة وكأنها تهمس لنا بأن الوقت قد حان لنكون أفضل مما نحن عليه و انه يجب علينا ان نتحلى بالصفات الحميدة كالصبر والكرم والإحسان و هذا هو ما يجعلنا نرتقي بأنفسنا ونضيء دروب الآخرين فلنستحضر في قلوبنا نية صادقة لنكون مصدرا للخير و الصلاح ولنجعل من أفعالنا تجسيدا لقيمنا الإسلامية فكل ابتسامة نرسمها على وجه محتاج وكل كلمة طيبة نطلقها هي بمثابة شعلة تنير دروب الحياة
أما التخلي عن المنكرات فهو ليس مجرد قرار نتخذه بسهولة هكذا بل هو رحلة تتطلب منا الشجاعة والإرادة و العزيمة و الإصرار في كل مرة نختار فيها الابتعاد عن السلوكيات السلبية نخطو خطوة نحو التحرر من قيود النفس لنستشعر عظمة هذا الشهر ونتعهد بيننا و بين أنفسنا و نتعهد لله سبحانه وتعالى بأن نبتعد عن كل ما يسيء إلى أنفسنا و لتربيتنا أو إلى الآخرين و لنعلم بأنه باب التوبة مفتوح لنا في اي وقت و لكن لندربك بانه التوبة ليست مجرد كلمات تقال فقط بل هي أكثر من ذلك بكثير فهي شعور عميق في القلب وعمل يترجم إلى أفعال
و دعونا نتذكر أن رمضان هو فرصة لتجديد العهد مع الله و لنستغل كل لحظة في هذا الشهر الكريم لنكون أفضل و لنرفع من هممنا في محاربة المنكرات و لنتركها لوجه الله ولنجعل من صفاتنا الحميدة سبيلا لنيل رضا الله و فلنكن كالأشجار التي تنمو رغم العواصف ثابتين في إيماننا راسخين في قيمنا
ومع كل فجر جديد يشرق الأمل في قلوبنا لنستغل هذه اللحظات لندعو الله ان يساعدنا بالتحلي بالصفات الحميدة و التخلي عن المنكرات و ايضا في فعل الخير و في نشر الحب و المودة وفي مساعدة المحتاجين فالأعمال الصالحة و الخيرة هي سلاحنا في مواجهة المنكرات وهي التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم دعونا نكون كالنحل نبحث عن رحيق الخير في كل مكان دون توقف و لنستمر في سعينا
و في ختام يومنا المبارك لنجعل رمضان نقطة تحول في حياتنا و لنتخلى عن المنكرات التي تبعدنا عن الله سبحانه وتعالى و لنتحلى بكل الصفات الحميدة و القيمة التي تقربنا إليه فالأيام تمضي و العمر لا يدوم فلنترك اثرا طيبا و لنجعل افعالا جديرة بنا و لا تؤثر علينا لا في دنيتنا و لا آخرتنا
و لنغتنم هذه الفرصه القيمة و هذا الشهر الفضيل
ولنترك طابعا جميلا قبل رحيلنا و عسى ان نلقى الله سبحانه وتعالى بقلوب صافية و أرواح نقية
خالية من الذنوب و المنكرات و تقبل الله منا صالح الاعمال و يحسن خاتمتنا جميعا يا رب العالمين.
