Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

يظل الرَّجُل يتباهى

يعقوب السعيدى

يعقوب السعيدى

يظل الرَّجُل يتباهى برجولته ويقلِّل من شأن الأنثى، وبداخل رأسه الأشبه ببطِّيخَة يُعلِّق صوراً وتصوُّراتٍ مُسبقَة لكُل أُنثى يعرفها أو لايعرِفها، ويرسم في عقله الفارغ حدوداً وخطوطاً لمايحِق للأنثى وما لايحِق لها، وليتَه يكتفي بذَلك! إذ تراه يُنصِّب نفسه_بكُل حماقَة_وصياً على كُل أُنثى، يلمِز ويهمِز وينتقد وقت شاء وكَيف شاء، وكأنَّه صنَع نفسه بنفسه أو خلقها بيدَيه. والغريب أن هذا الرَّجل هو ذاته الَّذي يقضي نصف عُمره أو أكثر يكد ويكدَح ليجمَع مهر أُنثى يظُن بأنَّها أقَل منه شأناً ومكانة، وهنا لا أُعمِّم الحُكم على جميع الرِّجال، اتحدَّث عن أولئك الَّذين لايرَون في المرأة سوى أنها المرأة، ويسعون من خلالها لتعويض عُقدة النُّقص المُتقيحة بدواخلهم

 

وكأن رجولته المزعومة لن تتحقق إلا بجلب امرأة مُعزَّزة مُكرَّمة من دار أبيها ليكيل لها الإهانات متى مادَخل البيت ومتى ماخرج منه، وبكل إنحطاط يحاول أن يصنع شيئاً من الفراغ ومن اللاشيء، وأن يخلق وجوداً من العدميَّة، ولأنَّه يعرف حقيقة نفسه الفاقدة للرجولة، يحاول التستُّر بأفعاله وممارساته الرَّخيصة والمُفرغة من الرجولة أصلاً، دون أن يدرِك أنه يعرِّي نفسه أكثر فأكثَر…

 

قَبل أن تتزوَّج كُن رجُلاً؛ حتَّى لا تفقِد رجولتك مرَّتين ياعزيزي، وتتزوَّج بأنثى لتمارس عليها رجولتك المزعومة فحَسب! وإلَّا فافعلها ولو لمرَّةٍ في حياتك وكُن رجُلاً ولا تتزوَّج إن كُنت ترى الرجولة في إذلال الأُنثى وقمعها. الرَّجل بطبيعته الميَّالة للفوضويَّة والعشوائية يقِف على النَّقيض تماماً مُقارنةً بطبع الأنثى الَّذي يغلب عليه الترتيب والمثاليَّة؛ ولذا فهو بحاجة إلى أنثى بجواره على نحوٍ أعلى منه من حاجتها إليه؛ فإيَّاك وأن تراهن على حاجتها إليك، وكأنَّها تنتظرك لتخلِّصها من الجحيم، أو كأنَّك طوق النَّجاة الأوحَد لها، لا لا لا..هي ليسَت مضطرَّة لقبولك أو الإرتباط بك ياعزيزي

 

لكُل أُنثى على وجه هذه البسيطة مُطلَق الحُرِّيَّة والاستقلاليَّة في اتخاذ قرارها، دون وصاية من أحَد، بمن فيهم الأب والأم حين يتعلَّق الأمر بحياتها الشخصيَّة، لا أحد يقرِّر عنها بمن ترتبط، وبمن تتزوَّج، وأين وكَيف تعيش حياتها، ولا يحِق لإيٍّ كان أن يجبرها على فعل مالا تريده، مثلها مثل الرَّجُل تماماً ورُبَّما أكثَر، كُل هذا تحت قاعدة لا إفراط ولا تفريط..الأنثى شلال متدفِّق من المشاعِر، حساسة بالفطرة، ومشاعريَّة تغلب عليها العاطفة، ورقيقة تجرحها حتى نبرة الصَّوت، حين تعطي وحين تثق وحين تحب، تعمل كل هذا بغزارة ودون تردُّد إطلاقاً، لكن عطاءها مشروط بالكيفيَّة الَّتي تُعامَل بها، “كُن لها كما تحب تكُن لك فوق ماتحب”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى