حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله من علماء منطقة جازان ؛ ولد رحمه الله في قرية الركوبة بمنطقة جازان عام ١٣٥٧ هـ ونشأ فيها مع والديه ، وفي خدمتهما ، توفيت أمه وعمره سبع سنوات ، واشتهرت أمُّه بالدين والصلاح ، وتوفي والده وعمره ثلاثون سنة ، وكان يصطحبه في صغره معه لطلب العلم ، التحق بحلق التعليم في قريته ، فتعلم الخط ، والكتابة ، والقراءة ، والتوحيد ، والتجويد ، وقرأ القرآن ، وبدأ في حفظه ، فحفظ سورتي البقرة ، وآل عمران ، وشيء من المفصل ، ثم التحق بالمدرسة السلفية بصامطة ، وفي عام ١٣٦٨ هـ التحق بحلقة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في بيش وهو من أبرز مشايخه الذين تلقى عنهم العلوم الشرعية في المدارس السلفية ، ولما فتح المعهد العلمي بصامطة التحق به دارساً ، وتخرج منه عام ١٣٧٩ هـ ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام ١٣٨٤ هـ ومن زملائه في الجامعة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله ؛ وممن تعلم على أيديهم في الجامعة وفي غيرها الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ؛ وانتدب قبل تخرجه من الجامعة معلماً في المعهد العلمي بصامطة ؛ فانتسب السنتين الأخيرتين ؛ وكتبت شهادته الجامعية انتظاماً ؛ لحرصه على العلم والدعوة ؛ وواصل تدريسه في المعهد العلمي بصامطة حتى أحيل للتقاعد منه في ١ / ٧ / ١٤١٧ هـ وقد استغل فترة تقاعده لتدريس العلوم الشرعية من عقيدةٍ ، وفقهٍ ، وتفسيرٍ ، وحديثٍ ؛ في مسجده وفي غيره من المساجد ، وكذا له نشاطٌ دعوي من ندواتٍ ، ومحاضرات ، وخطبٍ ؛ ودوراتٍ علميةٍ ، يحضرها طلاب العلم من كلِّ مكانٍ ينهلون من علمه الصافي ؛ ومنهجه المستقيم ؛ وأخلاقه الرفيعة ؛ وقد ساهم رحمه الله في إنشاء مكتبة العلوم الشرعية بجوار مسجده بصامطة ، وقامت وزارة الشؤون الإسلامية مشكورةً بإعادة بناء مسجده وملحقاته التابعة له ، وقد ضمَّت المكتبة أكثر من أربعة آلاف كتابٍ في مختلف العلوم الشرعية ؛ خدمةً للعلم وأهله ؛ وساهم شيخنا زيد هو وفضيلة شيخنا الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمهما الله في إقامة دورةٍ صيفيةٍ لطلاب العلم عام ١٤١٦ هـ في مسجد الشيخ زيد رحمه الله ؛ ولا تزال مستمرةً إلى يومنا هذا ، ويفد إليها طلاب العلم من كلِّ مكانٍ من داخل بلادنا السعودية وخارجها ؛ وقد اشتغل شيخنا الشيخ العلامة زيد المدخلي رحمه الله منذ وقتٍ مبكرٍ بالتأليف في العلوم الشرعية ؛ وقد بلغت مؤلفاته أكثر من أربعين مؤلفاً ؛ ما بين مطولٍ ، ومتوسطٍ ، ومختصرٍ ؛ ومن أشهر هذه الكتب الأفنان الندية شرح منظومة السبل لفقه السنن المروية في تسع مجلدات ، والحياة في ظل العقيدة الإسلامية ؛ والإرهاب وأثره على الأفراد والأمم ؛ والأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة ، والمنظومات الحسان في العقائد والمناهج وقطوف من علوم القرآن . وغيرها من المؤلفات المطبوعة ؛ وقد توفي شيخنا الشيخ زيد المدخلي رحمه الله في يوم الخميس ١٢ جمادى الأولى عام ١٤٣٥ هـ بعد تعرضه لوعكةٍ أدخل على إثرها قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان ، وصلي عليه بعد عصر اليوم الثاني ؛ ودفن في المقبرة المجاورة لبيته ومسجده بصامطة ؛ وقد شيَّعه الآلاف من أهله ، وطلابه ، ومحبيه ، وفي مقدمتهم أمير منطقة جازان سابقاً الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز حفظه الله ؛ فرحمه الله رحمةً واسعةً ؛ وجمعنا به وبالعلماء الصالحين من عباد الله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين ؛ والصديقين ؛ والشهداء ، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً . اللهم آمين .
