الأدب والشعر

بَريدي المَهْجُور

العنود ناصر السرحان 

العنود ناصر السرحان 

أُحاولُ التَّنصُلَ مِنْ بين الأقدار ، أُمسكُ بكفِ الزمان ،أنظر لها خِفْيةً لعلي أقرأُ أقداراً جديدةً تُبشِّر بحظٍ سعيد..

 

أرجعُ في كلِّ ليلةٍ أحملُ حقيبتي الفارغة

، وأفتحُ صندوقَ البريدِ كعادتي وأجِدَهُ مُظلماً مهجوراً ؛لترتسم على شفتي ابتسامةٌ ثكلى فَقَدتْ قُصاصاتِ ورقٍ كانت تأتيها بنفخات ٍ من روح

، كانت هذه الإبتسامة أبلغُ للرائي من ألفِ دمعةٍ و دمعة ،

فقد باتتْ أقصى آمالي أنْ تعودَ الروحُ لبريدي المهجور .

 

 

و بعدَ منتصفِ الليل أعقدُ نظراتٍ مع النجومِ أُبادِلُها حديثاً صامتاً يليقُ بسكونِ تلكَ الظُلمة .

 

وما بَيْنَ مُقْلتي المُتَيبسة وكأسُ الأماني الفارغ ،أُبحرُ بفكري بين ذكرياتٍ سالفة ،و كأنَّ هذا الفكر قد نَذَرَ بأنْ يهيمَ في بِحَارِها وأنْ لا يَرسو على شطآنِ الراحةِ أبداً.

 

تَعْتصرُني الذكرياتُ ويَغْزوني حنينٌ جارفٌ لغائبٍ لم يُعدْ

غدتْ عيناي لغيابِه كبقاعٍ مقفرةٍ يَجْرحُني طَرفُها كُلما رَفّ .

 

قيل لي كثيراً ..

لِمَ لَمْ ارتحلْ عن ذلك الزمان ؟

لِمَاذا لا أتركْ ما مضى وأعيش حاضرَ الأيام ؟

 

اصمتْ بلا جواب ..!

 

لكنْ في نفسِي أقول : ليْتَهم يعلمون أنّني نَذَرتُ الوعودَ

وأنيّ مخلوقٌ مِنْ وفاء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى