مصطفى جعفر
-أَيَخشى بعدَكم يوما فؤادي
وكم في البعد أتعبني سُهادي!
-فطبّبْ يا بعيدَ الدار قلبي
وقل هل نلتقي بعد البعادِ ؟
-شبعت وخالقي بُعدا وصداً
وأسلمني العناد إلى العنادِ.
– ولم أكُ بعدكم جلدا وصبرا
وأرهق خافقي طول التمادي.
-وأكثرت الرجاء لكم ولكن
زهدتم في رؤايَ وفي مدادي.
-وزاد الهجر من شوقي كأني
بشوقٍ في لهيبٍ و ازديادِ.
-وأضناني الرجاء و بتُّ حتّى
كأنّي ليسَ معلوما ودادي.
-وصرتُ وقد أذاب القلبَ جمرٌ
ومثلُه مثلُ نفْثٍ في رمادِ.
-وإن أكُ باكيًا في كل وقت
فإني هائمٌ في كل وادِ.
-وإن كان اللقاءُ هنا محالًا
عسانا نلتقي يومَ المهادِ.
