Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

شخصية مميزة في سطور ..مؤذن المسجد النبوي الشريف الريس / عبدالستار أمين عاشور بخاري رحمه الله

كتب التاريخ والسير مليئة بأسماء المؤذنين الذين كان لهم شرف رفع الأذان من منائر المسجد النبوي الشريف ومنهم :

الريس / عبد الستار أمين عاشور بخاري – رحمه الله .. ولد بالمدينة المنورة عام 1327هـ في زقاق الزرندي .

أدخله والده كتَّاب الشيخ إبراهيم الطرودي والذي عرف بعد ذلك بكتَّاب العريف محمد بن سالم، وفي هذا الكتاب تمكن الشيخ عبد الستار من حفظ معظم سور القرآن الكريم ثم كان التحاقه بالمدرسة العثمانية وهي المدرسة الإعدادية آنذاك فتدرج في تعلم القراءة والكتابة إضافة إلى مواصلة حفظ القرآن الكريم.

 

عُرف عن الشيخ حسن الشاعر حفظه وتجويده للقرآن الكريم وتميزه بالقراءات السبع والعشر – كما كان للجيرة حقها في تبني الشيخ حسن لموهبة عبد الستار ذلك الشاب المتمتع بالذكاء وجمال الصوت والأداء فأتم عبد الستار حفظ القرآن الكريم وتجويده على يد الشيخ حسن الشاعر رحمهما الله جميعا .

 

لم يكتف الشاب عبد الستار بهذا الطموح الإيماني لحفظ كتاب الله بل تابع التحاقه بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف سواء في حلقة أستاذه حسن الشاعر أو حلقة الشيخ عبد الرؤوف عبد الباقي رحمه الله .

 

و يذكر ابنه الأستاذ محمد أن والده درس وتعلم بعض العلوم الدينية على يد أحد المشائخ واسمه ((الشيخ ميلود)) وحفظ عليه بعضاً من سور القرآن الكريم، ولعل هذا الشيخ هو أحد شيوخ الزوايا التي كانت منتشرة في ذلك الوقت أو أنه أحد المجاورين المتبرعين بالعلم في أحد البيوتات حيث الإقامة والسكن.

 

العلماء المجاورين في طيبة الطيبة هم الذين لم يكن لهم هدف سوى العيش فوق هذه الأرض المباركة ومجاورة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وعندما يمن الله عليهم بتحقيق هذا الهدف يوقفون أنفسهم لوهب علمهم لكل طالب علم سواء أكان ذلك في المسجد النبوي الشريف أو في أحد المساجد الأخرى أو جعل مكان إقامتهم وسكنهم منهلاً لطلاب العلم وبالمجان.

 

في عام 1339هـ تبنى الشيخ حسن الشاعر الفتى عبد الستار ليكمل حفظ القرآن الكريم وتجويده، فقد لمس فيه الشيخ حسن موهبة الصوت الجميل ورغبته الشديدة وتعلقه بحفظ القرآن الكريم وتلاوته، لازم الفتى عبد الستار أستاذه وبدأ ينهل من علوم أستاذه في فن القراءات المختلفة للقرآن الكريم فأجاد وبرز كقارىء متميز رغم صغر سنه، وكان يقضي معظم الفترات مستمعاً إلى المقرئين في الحرم النبوي الشريف خاصة القراء المصريين، وساعده ذكاؤه في تشبعه بفنون الأداء في الحركات والسكنات والمخارج.

 

دفع به صوته الجميل لأن يختار لأداء الأذان لأول مرة في حياته بتزكية من شيخه حسن الشاعر الذي تولى منصب شيخ القراء في المدينة المنورة. وكان الأذان في تلك الفترة يُرفع من المآذن الأربع بدءاً من مؤذن المنارة الرئيسية ويتبعه المؤذنون الباقون بالترتيب حيث يبدأ مؤذن الرئيسة بقوله ((الله أكبر الله أكبر ثم يتوقف ليردد باقي المؤذنين هذا التكبير)) وهكذا حتى نهاية الأذان. ومن خلال هذا الأسلوب المتبع في الأذان نجد أسلوب المنافسة ينحصر بين أداء المؤذنين الأربعة خاصة في أذان الفجر وكثير من الذين قابلتهم من المسنين ذكروا أن صوت الشيخ عبد الستار بخاري كان يسمع من آبار علي قبل المايكروفون، خاصة عندما يرفع الأذان بنغم الداوودي ويشاركه في هذا بعض المؤذنين أصحاب الأصوات الحادة مثل الشيخ أبو السعود ديولي، والشيخ عبد الرزاق نجدي، رحمهم الله جميعا بواسع رحمته.

 

كان المعتاد في نظام المؤذنين خاصة فيما يطبق على المؤذنين ((الجدد)) رفعهم للأذان الأول ((أذان الفجر)) أو أدائه للأذان في أحد مساجد المدينة لفترة محددة ليتجه بعدها إلى رفع الأذان من المسجد النبوي وهذا خاص بأبناء الرؤساء من المؤذنين وممن توارثوا هذه المهنة أبّاً عن جد. من المؤذنين الذين كان لهم شرف رفع الأذان قبل وخلال العهد السعودي مع حفظ الألقاب: حمزة عقيل نجدي …حسن نزيل الكرام خاشقجي …إبراهيم نجدي. … حسين بخاري. ابن أخيه عبد الرزاق نجدي… عبد الستار بخاري….محمد سعيد نعمان …. علي يماني. …مصطفى عينوسه…ابنه عبد الجليل يماني ،،،عبد الله رجب… أبو السعود ديولي…حسن ديولي….زين سمان…إبراهيم سمان. …يوسف عينوسه…حسن إبراهيم خاشقجي….

 

و هناك بقية …

 

كان رحمه الله يهوى السفر فكانت له عدة رحلات وجميعها عن طريق البحر، فرحل إلى الهند – باكستان – كينيا. وأطول هذه الرحلات من حيث الفترة الزمنية كانت إلى اندونيسيا فقد ظل بها مدة سبع سنوات، وبعد عودته إلى المدينة ظهرت أسباب تأخره طيلة هذه السنوات وحسب رواية ابنه محمد فقد كان تاجراً في بيع ((الفصوص)) والتصقت به حتى هذه التجارة حتى بعد عودته إلى المدينة المنورة…..

ولكن السبب الأهم هو ذلك النور القرآني الذي رحل به من المدينة فأصبح من مقرئي القرآن الكريم وأستاذاً بارعاً لتعليم قراءة القرآن وتجويده في كل البلاد التي زارها وبالأخص اندونيسيا كما أصبح مؤذناً وإماماً لجمال صوته وحسن تجويده للقرآن الكريم.

 

في المدينة عيَّن رحمه الله نقيبا للقراء ثم نائباً لشيخ القراء الشيخ حسن الشاعر رحمهما الله. وفي عام 1389هـ عيِّن مؤذناً بالتكية المصرية بباب العنبرية وكان من الذين يعملون بها آنذاك الدكتور نيازي والشيخ عطية محمد سالم القاضي الشرعي المعروف.

 

بدأ العمل مدرساً لتحفيظ القرآن الكريم في مدرسة القراءات عند الشيخ أحمد ياسين ثم عمل مدرساً في المدرسة الفهدية عندما كان مبناها في منطقة ((صيادة)) وعمل مدرسا في المدرسة الناصرية في عام 1372هـ، ثم مدرساً في المدرسة المحمدية ثم أمين مكتبة.

 

وكانت وفاته في منزله بالحرة الشرقية عام 1402هـ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

 

 

” اللهم أرحمهم

و أغفرلهم و تجاوز عنهم و أجمعنا بهم في جنات النعيم “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى