دلال القمر


الشاعر :مصطفي محمد كردى
هل بانَ في وجهِ الرّبيعِ تَنَسُّمي
أم أنّ زهرَ الحبِّ لم يَتكلَّمِ
اللّونُ لونُ العشقِ في بتلاتهِ
والرّيحُ مِسكُ الصَّبِّ عَمَّ تَنعُّمي
والشّمسُ ألقت في الصّباحِ صباحَها
و تَزاورت عن قهوتي وتَبسُّمي
فتراكمَ الغيمُ الكئيبُ بمقلتي
وتساقطَ المطرُ الحزينُ بعَلقمِ
وكأنّ فصلَ البردِ جاءَ مخاطبًا
أغصانَ حُبّي في خريفِ تَجهُّمي
والثلجُ عادَ مع الرّياحِ مُغطّيًا
قلبي الذي ضَرباتهُ لم تَسلَمِ
والنّبضُ فيه كما الرُّعودُ مُدَوّيًا
والبرقُ في عَينِ الخَليِّ مُهَشِّمي
وأنا أراقبُ دورةَ القمرِ الذي
يُبدي ويُخفي في الهوى بتَرَنُّمِ
فلعلّهُ عند اكتمالِ جمالهِ
يَهَبُ الظَّلومَ كأنّهُ لم يَظلِمِ
لكنّ بدرَ الحُسنِ بعد بُدورهِ
أبدى كسوفًا في اللّقاءِ بمِعصَمِ
وبدأتُ أتلو في صلاةِ كُسُوفهِ
وأطوفُ حول حَرامهِ كالمُحرِمِ
فسَعيتُ من بابِ الصّفاءِ مُتَيَّمًا
ورَجمتُ في دفعِ الظّنونِ تَوَهُّمي
حتى وصلتُ إلى المُنى فعَرَفتهُ
وذَبحتُ روحي فالفِداءُ من الدَّمِ
فتَجَلَّتِ الأنظارُ من عَينِ الهنا
وبُعِثتُ من بُعدِ المَماتِ بمُكرِمِ